تونس – اونيفار نيوز كانت تونس، منذ الازل وستبقى إلى الابد، مقبرة المذاهب والفرق والجماعات الدينية المتطرفة، وإن كل محاولات زرع بذور التشدد فيها مآلها الفشل الذريع، فهذه الأرض مجبولة على الإعتدال، ولا يقدر التكفيريون، مهما كثر مالهم وعظم عتادهم وتنوع ممولوهم وداعموهم في الخارج، على تثبيت موطأ قدم دائم في هذه الربوع، وها هي وقائع التاريخ القديم والحديث تشهد على ذلك :
1- في القرن الثاني للميلاد لم تعمر المسيحية المانوية، التي انتمى إليها القديس اوغستين في شبابه، ثم تنكر لها لتشددها، مدة طويلة، إذ سرعان ما هجرها التونسيون القدامى حتى انقرضت تماما، كذلك الشأن بالنسبة للمسيحية الدونتية والمسيحية الأريوسية نسبة للقديس أريوس المتطرف.
2- في القرن العاشر للميلاد لم تعش الدولة الفاطمية، ذات المذهب الشيعي الإسماعيلي المتطرف، أكثر من اربع وستين سنة ( 909 -973 ). وهو عمر قصير جدا بالنسبة لدولة ترامت أطراف نفوذها في مناطق شاسعة ومنها مصر.
3 – في القرن العاشر ذاته ظهر الخوارج بقوة ضد الدولة الفاطمية، بقيادة أبي يزيد بن كداد اليفرني الملقب بصاحب الحمار، ولكن نفوذهم في بعض مناطق البلاد لم يدم إلا ثلاث عشرة سنة (937 – 950 ).
4 – في سنة 1928 ظهر الإخوان المسلمون ( خوارج العصر ) في مصر، كتنظيم تكفيري لا يؤمن بالوطن ( الوطن ذرة من تراب عفن)، و يدعو إلى التكفير وجهاد النكاح، بدعم ومساندة من سلطة الإنتداب البريطاني لضرب التيار القومي المتنامي.
تسلل هذا التنظيم الهجين إلى تونس لاول مرة في سبعينات القرن الماضي تحت مسميات متنوعة، لكن تم التصدي له بقوة، ثم ظهر مجددا إثر إسقاط النظام السابق بدعم خارجي مفضوح في 14 جانفي 2011، ليركب على الحدث دون ان يشارك فيه، ويتربع على الحكم طيلة عشرية كاملة( 2011 – 2021 ) عاث خلالها في البلاد فسادا ليثور عليه الشعب ويسقطه. وهذا يتواصل تصدي تونس للمتطرفين والتكفيريين . سحقا سحقا للجرذان، لا شيعة ولا إخوان.