تونس – اونيفار نيوز كان الرئيس الراحل بن علي، وهو في بداية عهده بالحكم، أواخر الثمانينات، قد سكر حد الثمالة بهتاف الإسلاميين المهللين بقدومه :” ربي الفوق وبن علي اللوطة “، فقرر ، تسمية أحد المقربين منهم وزيرا، فما كان من هذا الأخير المسكون بالشعبوية الساذجة إلا أن فتح مكتبه لكل من هب ودب، لا يرد طلبا لأحد، يوزع الوعود الوهمية كما يوزع مرضى الكذب ترهاتهم، حتى ذاع صيته في الأوساط الشعبية وأصبح مصدر تندر الخاصة والعامة. علم بن علي بالأمر فدعاه مستفسرا ؟ أجاب الوزير بكل قلة حياء :” إنها طريقة فعالة سيدي الرئيس لإسكاتهم ” ، سأله بن علي ” وعندما يكتشفون أنك بعتهم أوهاما ألا تخشى على مصداقيتك ومصداقية الدولة من الإنهيار ؟”، رد الوزير بكل صفاقة :” نحن هنا سيدي الرئيس لإطالة بقائنا في الحكم أكثر ما يمكن من الوقت، وبعدنا الطوفان ” ! . لم يكن قد غادر القصر عائدا إلى مكتبه في الوزارة عندما أمر بن علي مستشاره الإعلامي بتحرير بلاغ في إقالة الوزير وإرساله إلى وكالة تونس إفريقيا للأنباء لنشره.
تذكرت هذه الحادثة وقد تراكمت منذ الرابع عشر من جانفي 2011 الوعود المجنحة لعديد المسؤولين، من إسلاميين وثورجيين وشعبويين ويساريين محنطين، حتى فقدوا مصداقيتهم وأصبحوا مضرب الأمثال في الخداع والتسويف والضحك على ذقون الناس، فسقط المرزوقي ووعوده، وانهار الإسلاميون وشعاراتهم الكاذبة، وتعرى يوسف الشاهد وباطنته من قارعي طبول الزيف، وجرف تيار الغضب الشعبي المشيشي وزبانيته، وهكذا هو حبل الزيف قصير وإذا تقطع يستحيل رتقه.