تونس – اونيفار نيوز عرفت أغلب الثورات والإنتفاضات وأشكال الحراك الشعبي عبر التاريخ، دنس العنف بكل أشكاله ولوثة الفوضى والإنفلات، ولكن بعضها تخلصت منهما بقطع منابعهما، وخاصة منها منابع التنظير والتحريض والتبرير، فأنقذت مساراتها وحققت أهدافها وقطعت، تبعا لذلك، الطريق أمام إمكانية العودة إلى الوراء، وبعضها الآخر سقطت في مستنقعاتهما وتمرغت في أوحالهما، فتحولت إلى فتن وحروب ودمار شامل.
ليس أمام القوى السياسية والنقابية والإجتماعية والمدنية والشعبية إلا خيار نبذ الحروب الگلامية، وسد المنافذ أمام مصادرها والإلتزام بعدم اللجوء إليها مهما كانت الأسباب.
إنه لمن العار أن نعود، مجددا، إلى تلك العنتريات اللغوية المشحونة بالتحريض ونفسح المجال أمام المخربين للركوب على الأحداث وٱستغلالها لضرب الإستقرار الهش وتعطيل المسار الديمقراطي ونشر الخراب كما يحدث الآن في بلدان أخرى أبتليت بداء العنف والعنف المضاد
على جميع الأطراف في السلطة أن تتحمل مسؤولياتها كاملة في معالجة القضايا العالقة وٱتخاذ الإجراءات اللازمة التي تعيد الأمل للمحبطين الذين عصفت بهم خيبات الأمل المتراكمة، وعلى الإتحادات والمنظمات والجمعيات أن تؤطر منخرطيها بما يضمن عدم اللجوء إلى أساليب تلوث مطالبها وتفقدها شرعيتها. فالعنف بجميع أشكاله المادية واللفظية والتحريضية والرمزية، لا يعيد الحقوق لأصحابها بل يلوثها ويحول دون إستردادها، ولا يحل المشاكل بل يزيدها تعقيدا.