تونس – اونيفار نيوز من حق كبار المسؤولين في أعلى أجهزة الدولة، بدءا برئيس الجمهورية ورئيسة الحكومة، وصولا إلى الوزراء والولاة وبقية المسؤولين الرسميين، أن يتجولوا بين أزقة المدن والقرى والأرياف، وأن يجلسوا في المطاعم والمقاهي الشعبية !
فقد تعودنا على مشاهدة رؤساء الدول والحكومات في أوروبا وأمريكا الشمالية، وهم في حالة إنصهار مع المواطنين في الأماكن العامة، وخاصة الشعبية والفقيرة منها، ويقاسمونهم حياتهم اليومية بتلك الجزئيات الصغيرة والمثيرة.
هذا حق لا يجادلهم فيه أحد، من منظور شخصي وحتى سياسي إستقطابي أيضا، لكن أن تصبح هذه الممارسات والسلوكيات “منهج حكم” و“أسلوب قيادة” وٱستعراضات إعلامية، فذلك يعني السقوط في منحدرات “الشعبوية“، أي تلك التي تستفز الناس وتثير السخط والغضب !!! لأن الفارق بين “الشعبية” و“الشعبوية” هو فارق أضداد !!!
مازالت الذاكرة الشعبية تتذكر مشهد الرئيس المؤقت الأسبق المنصف المرزوقي وهو يشارك بعض مريديه أكل “الملاوي” ، وصورة رئيس الحكومة المؤقتة، المنبثقة عن الحوار الوطني، مهدي جمعة وهو يأكل “المشوي” على قارعة الطريق مع السفير الألماني، و“عصيدة” الهاشمي الحامدي في عاصمة الضباب لندن، والزيارات الفجئية لبعض الولاة المسكونين بهاجس الظهور على شبكات التواصل الإجتماعي، وغيرها من المشاهد التي ألفها الناس خلال السنوات الأخيرة، لكن، في الحصيلة، بماذا استفاد الوطن والشعب؟ ثم هل إستفاد أصحاب هذه الممارسات شعبيا ؟
الجواب بالنفي طبعا، هذا إن لم نقل انهم تضرروا كثيرا من ذلك، لأن الشعبوية لا تحقق الشعبية .