تونس – اونيفار نيوز يتداول الكثير من الناس، عن جهل تارة، وبسوء نية مبيتة في أغلب الأحيان، كلاما يشبه الهراء، عن دعوة مزعومة كان أطلقها الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة رحمه الله، للتخلي عن واجب الصوم في شهر رمضان المعظم، وبالتحري في خطب وتصريحات المجاهد الأكبر، لم نجد أثرا لهذا الزعم، الذي وضعه أعداؤه وخصومه، وخاصة تجارة الدين، تحت مجاهرهم المحدبة، وغذوه وسقوه بأحقادهم الدفينة وأكاذيبهم الصارخة، التي بدأت تذوب تحت أشعة الحقيقة .
لم يطالب بورقيبة التونسيين بالإفطار في رمضان أبدا، وكل ما اتهم به هو مجرد إفتراءات مغرضة، ولكنه في المقابل، تحدث بإطناب، في الخطاب الوحيد الذي خصصه للصوم، وألقاه في الخامس من شهر فيفري سنة 1960، بحضور مفتي الديار التونسية الشيخ جعيط، عن “الجهاد الأكبر” ضد الفقر والجهل والتخلف، وأكد أن هذا النوع من الجهاد يتطلب الكثير من الجهد ومداومة البذل والصبر والمعاناة، ولا يمكن لشعب خارج لتوه من تحت أنقاض خراب الإستعمار الغاشم، أن يبني كيانه ويؤصله بالكسل والخمول و رفض العمل والتهرب من تأدية واجباته، مهما كانت الأسباب. وذكر بورقيبة بأن الإسلام دين عمل، ولا يجوز التدثر بتعلة الإنشغال بأداء الواجبات الدينيه، ومنها صوم رمضان، للهروب من المسؤولية الملقاة على كاهل كل تونسي في تلك المرحلة العسيرة من مسيرة البلاد.
كم نحن اليوم بحاجة أكيدة وماسة لمثل هذه المآثر البورقيبية الخالدة، والبلاد تعيش مرحلة خطيرة من الركود الإقتصادي وغياب السياسات التنموية الناجعة، بالإضافة إلى تخلي العديد من التونسيين عن واجب العمل، وجنوحهم إلى التقاعس الناجم عن انعدام الشعور بواجيات المواطنة الحق.