-
غاب الوالي… و حضر التوظيف الحزبي…!!؟؟
تونس – اونيفار نيوز لم تهدأ الأوضاع في صفاقس إلى حد الآن بعد وقائع ليلة ” استثنائية ” و لكنها متوقعة شهدت مواجهات عنيفة بين عدد من المواطنين و أفارقة من جنوب الصحراء.
المواجهات أعادت تذكير الدولة بوجود وضعية لا يمكن معالجتها بالشعارات أو بالتصريحات المتناقضة بل برؤية و مقاربة و إجراءات عملية. الوجود المكثف لعدد ما انفك يتزايد من الأفارقة المنحدرين من جنوب الصحراء في صفاقس أعاد تذكير أبناء و بنات المدينة بمشاكلهم المزمنة التي اعتقدوا أنهم قد وجدوا لها حلا لأنهم لعبوا دورا هاما في الإطاحة بنظام الرئيس بن علي و كانوا دائما إثر جانفي 2011 ” الثورة”.
ولكن عوض أن تبدأ مرحلة التخلص من المشاكل فإن صفاقس انزلقت تدريجيا إلى مشاكل أعمق يمثل ” زحف الأفارقة ” ذروتها. وليس الحديث عن ” غزو ” أو ” اكتساح ” من باب المبالغة خاصة و أن سيارات أجرة و شبكات تهريب بشر أصبحت تعمل في واضحة النهار و ” تغرق” مدينة صفاقس يوميا بقادمين جدد من الولايات الواقعة في غرب البلاد و في جنوبها و تتولى اثر ذلك نقلهم إلى قرقنة و جبنيانة و اللوزة ليتم تسفيرهم إلى إيطاليا.
و في ظل عدم توفر معلومات عن هؤلاء و ما يواجهونه من صعوبات في رحلة الانتقال من إفريقيا إلى أوروبا فإنهم ينخرطون في ممارسات مشبوهة تهدد الأمن المجتمعي في صفاقس التي تواجه هذا الخطر الماثل بالحد الأدنى من الإمكانيات و بفراغ غير مفهوم على مستوى الولاية.
تبدو الأيام القادمة محملة بمزيد التوتر إذا لم تكن هناك مقاربة عملية عاجلة تعيد الاستقرار و الاطمئنان إلى سكان صفاقس و تسحب البساط من تحت أقدام الساعين لتوظيف غضب المواطنين لخدمة أعراض حزبية ضيقة.