نشرت امس الثلاثاء جريدة “لو موند” الفرنسية مقالا اوردت فيه أن الرهان السياسي في تونس يتعلق باستقرار المشهد السياسي الذي يشهد حالة من إعادة التشكيل وتساءل فريديريك بوبين كاتب المقال أن كانت الانتخابات الرئاسية السابقة لاوانها 15سبتمبر والتي تليها انتخابات تشريعية ستساهم في مزيد تفتيت المشهد الحزبي او في تقليل تشرذمه ؟
وأشار المقال إلى أن تونس انخرطت في مسار ديمقراطي حدث في اجوء مربكة ووسط حالة من الغموض والقلق بالتزامن مع انطلاق الحملة الانتخابية الرئاسية السابقة لاوانها وبين الكاتب أن التحولات التي يشهدها المشهد التونسي تجدد مبررها في تأثير الجانب الاجتماعي خاصة قضية الفقر مما أسفر عن صعود صاحب قناة “نسمة” والشخصية المثيرة للجدل نبيل القروي، الذي تمكّن من كسب تعاطف الناس من خلال الأنشطة الخيرية في القرى الفقيرة والمناطق الداخلية.
وأشار كاتب المقال فريديريك بوبين، إلى أن “القروي المشتبه به في قضايا “غسل أموال” و”التهرب الضريبي” والذي يوصف غالبا بـ”برلسكوني تونس”، لا يستطيع الإشراف بنفسه على حملته الانتخابية بسبب اعتقاله يوم 23 أوت الماضي إلا أنه لا يزال رسميا منافسا وفقا للهيئة العليا المستقلة للانتخابات”. واعتبر مناصروه اعتقاله “مناورة سياسية” تعود لما أسموها ممارسات النظام القديم، في إشارة إلى سياسات الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي تجاه معارضيه، إلا أن هذا الاعتقال عزز من شعبيته بحسب نتائج سبر الآراء.
كما تطرق بوبين إلى حركة النهضة التي كان لنوابها أهمية كبيرة في صياغة دستور عام 2014، والتي استسلمت أيضا للأمر الواقع، وتقدمت بمرشح رئاسي يتمثل في شخص المحامي عبد الفتاح مورو.
وقال بوبين، أن “هذا الموعد السياسي المهم دقيقا بالنسبة لحركة النهضة فيما يخص علاقتها بالمرجعية الدينية، ورغم أن الحركة أعلنت في 2016 وخلال مؤتمرها العاشر الفصل بين الجانب الدعوي والجانب السياسي، يمضي مورو قدما في الأمر مقترحا أن يتم تصنيف الحزب محافظا فقط، معتبرا أن “المشاكل في تونس سياسية واقتصادية واجتماعية وليست دينية”.
وأضاف أنه “وسط هذا المشهد المتشرذم، يجد حزب النهضة وشريكه في الائتلاف الحاكم حزب تحيا تونس المنشق من حزب الرئيس الراحل نداء تونس بقيادة الشاهد، نفسيهما في مواجهة الشعبوية الناشئة لا سيما تلك التي يجسدها نبيل القروي”.
في المقابل أكد الكاتب أن اهتمام جزء كبير من الحداثيين الرافين للنهضة ونبيل القروي يدعمون الزبيدي على اعتبار الخصال التي يتمتع بها وقدرته على أن يجسد استمرارا معينا للدولة وفي تقديره تبقى كل الاحتمالات مفتوحة وغير مؤكدة في هذا السباق الرئاسي.
هاجر أسماء