بعد ان تم الإعلان ان قيس سعيد سيتحدث عن حصيلة مائة يوم من حكمه وامام استغراب البعض من هذه الخطوة الغريبة في ظل غياب إنجازات ديبلوماسية او سياسية للرئيس حيث ان تونس لا زالت تعيش على وقع النكسات الديبلوماسية و لعل اخرها غيابهاعن مؤتمر ببرلين فضلا عن غياب ما يفيد حسن إدارة أزمات الداخل صرح المحلل السياسي ان اهم ما يقال عن حصيلة المائة اليوم الاولى من عهدة سعيد الرئاسية انها لم تكن في مستوى الانتظارات.
لم يفلح الرئيس الجديد في تحريك المياه الراكدة منذ توليه السلطة. على المستوى الداخلي لم نشهد ذلك الرئيس المتمكن من الشأن السياسي ، فكلما صرح إلا وازدادت الأمور غموضا.
و أضاف انه لا يعرف أحد إلى يومنا هذا إن كان له مرشحين لوزارتي الخارجية و الدفاع، وعجز عن تشكيل ديوان رئاسي في المستوى، ولم تكن اختياراته موفقة واعتمد على أفراد تعوزهم الخبرة وأثارت خلفياتهم السياسية وارتباطاتهم جدلا واسعا. وقد ساهم ذلك في تنامي الشكوك حول نواياه وتوجهاته الحقيقية.كما تميزت نشاطات الرئيس وخطاباته الأولى (في سيدي بوزيد خاصة) بسيل جارف من العواطف وبتشنج ملحوظ، لكأنه اختار مواصلة حملته الانتخابية والحال أنه الوقت المناسب لتقمص دور الرئيس المنتخب.
اخطاء بالجملة في ممارسة صلاحيات الدستورية حيث في تقدير بن سلامة أخطأ في اول فرصة أتيحت له لممارسة صلاحياته الدستورية واختار تغليب حساباته الشخصية على المصالح العليا للوطن و اختار من ضمن جميع المرشحين للفوز بالتكليف لرئاسة الحكومة أسوأ مرشح و صاحب أردأ رصيد وزاري و قد قدم ترشحه من قبل حزب واحد على خلاف بقية المرشحين و هو ما اعتبر مخالفة واضحة لنص الدستور الذي تحدث عن الشخصية الأقدر لنيل ثقة البرلمان كما انه لم يتوان عن استغلاله منصبه ليضغط باتجاه إقصاء أطراف بعينها كقلب تونس والدستوري الحر من المشاورات مغلبا مشاعره الشخصية ومعبرا عن عدم إيمانه بأن رئيس الجمهورية هو رئيس كل التونسيين من صوت له و من لم يصوت.
تعامل طبيعي مع الدواعش وروابط الاجرام من بين المعطيات الخطيرة في حصيلة الماىة يوم من الرئاسة حسب اعتقاد بن سلامة ان الرئيس اثبت انه يتعامل طبيعيا مع مشاركة الروابط السابقة التي تم حلها لمخالفتها القانون ودفاعها عن العنف و الارهاب في تشكيل الحكومة.
كما استقبل الرئيس فيما بعد أبناء الدواعش الارهابيين في قصر الرئاسة وأرسل بذلك رسائل سيئة إلى إلى التونسيين الذين اكتووا بنار الإرهاب و هو ما خلف ردود فعل عنيفة ضده، إذ اعتبر الأمر بمثابة التطبيع مع الإرهاب وتكريما له إذ أن الرئيس لم يستقبل في قصر الجمهورية إلى يومنا هذا أبناء و عائلات مئات العسكريين و الأمنيين الذين اغتالهم الارهاب و نكل بهم.
فضلا عن ذلك بين بن سلامة في خضم تحليله انه على المستوى الدولي فعلاوة على ضعف الديبلوماسية التونسية في عهده، فقد تميزت بداية عهده بغموض تام فيما يتعلق بالموقف التونسي من قضايا شائكة تتعلق بالمسائل السورية و الليبية و اليمنية وا لفلسطينية ومع مع الدعاية المتواصلة انه ضد التطبيع فاول سفرة قام بها للتعزية في وفاة سلطان عمان قابوس بن سعيد أحد المطبعين مع اسرائيل.
و أكد ان ما يخشاه أن لا تختلف المائة يوم الأولى للسيد قيس سعيد في الحكم عن المائة اليوم التي تليها. فإلى يومنا هذا لا يعلم احد تفاصيل برنامج الرئيس الحقيقية و إن كان ينوي التحرك والقيام بمبادرات لتطبيق برنامجه، و إن كان له برنامج أصلا.