-
لا بد ان يدرك سعيد ان شعبيته الحالية ترجع الى وعوده بانهاء منظومة 14 جانفي ….
-
الديمقراطية المزيفة استفادت منها النهضة، بعد وضع دستور و نظام سياسي عطل اجهزة الدولة
لم يسبق لزيارة وفد امريكي الى تونس ان وجدت هذا التوظيف من طرف النهضة…
…كما لم يسبق لنفس هذه الزيارة ان وجدت رفضا جماهيريا عبر عنه خاصة رفض حزب الدستوري، عمادة المحامين و المنظمة النقابية – رغم علاقاتها الوطيدة مع الطرف الأمريكي -.
و الواضح ان هذه الزيارة لم تحقق اهدافها رغم انها كانت تمثل بالنسبة لحركة النهضة ورقة الضغط الأخيرة علها” تجبر” قيس سعيد على عودة مجلس نواب الشعب ففي كلمته اكد. سعيد للوفد الأمريكي أن الشعب التونسي تخلص من كابوس كان جاثما على البلاد وقد ترجم هذا في التهليل الأجراءات الأستثنائية التي أعلن عنها يوم 25 جويلية مؤكدا أن تونس لها سيادة وهو ما يعني ضمنيا أنه يرفض التدخل الأمريكي في الشأن التونسي.
وقد نجح سعيد في الدفاع عن وجهة نظره سواء في محتوى كلمته او في شكلها إذ بدأ واثقا غير مرتبك معبرا عن توجه يكاد يكون عاما يعتبر أن منظومة حركة النهضة قادت البلاد إلى الهاوية ولابد لها من نهاية وهو ما قام به قيس سعيد وفي الحقيقة لا يمكن الجزم بأن هذا الوفد يعبر عن الرؤية الأمريكية الرسمية كما حاولت حركة النهضة التسويق لها في وسائل الأعلام قبل الزيارة كما أن تصريحات رئيس الوفد مو رفي تحدثت عن مسار ديمقراطي وليس عن مجلس نواب الشعب فحل المجلس او تعليق نشاطه لا يتعارض مع المسار الديمقراطي فما كنا نعيشه خلال عشر سنوات هي ديمقراطية مزيفة أستفادت منها حركة النهضة التي كتبت دستورا كلها مطبات ونظاما سياسيا عطّل أجهزة الدولة كما زرعت أنصارها في هيئة الأنتخابات الموالية لها بالكامل يضاف إلى ذلك تقرير محكمة المحاسبات الذي أقر الجرائم الانتخابية لحزبي النهضة وقلب تونس وعيش تونسي من بينها التمويل الأجنبي.
فقيس سعيد له أكثر من مبرر لتجميد مجلس نواب الشعب وحله خاصة أنه يحظى بتزكية شعبية واسعة. فيمكن أعتبار هذه الزيارة فاشلة بالنسبة للأهداف التي كانت تنتظرها حركة النهضة كما كشفت الجهات المتواطئة ضدمصالح تونس وسيادتها من أحزاب وجمعيات ولكن لابد من تثمين مواقف الاتحاد العام التونسي للشغل وعمادة المحامين وحزبي الدستوري الحر وحركة الشعب في الوقت صمتت فيه عديد الأحزاب الأخرى ربما أنتظارا للموقف الأمريكي الرسمي.
…و اليوم لم يعد لرئيس الجمهورية سوى الالتزام بما وعد به. و ليدرك جيدا ان هكذا شعبية يتمتع بها اليوم تعود حصريا لوعوده بانهاء منظومة 14 جانفي و القضاء على كل مع رافق هذا الدمار بعيدا عن كل استعمال و توظيف سواء للدين… او مختلف المؤسسات التي لابد ان تسترجع حيادها و جوهرها الجمهوري البحت…
مصطفى المشاط