تونس – “الوسط نيوز” – كتب : مصطفى المشاط
ستزور وزيرة الخارجية الأمريكية في عهد الرئيس كلنتون أولبرايت تونس في الأسبوع القادم و حسب ما تسرٌب من أخبار فإن وزيرة الخارجية التي نوهت بقتل ألاف الأطفال العراقيين و اعتبرت ذلك ثمنا جيدا للحصار الذي عانت منه العراق من 1990 الى 2003 .
و حسب المعلومات القليلة المتوفٌرة فإن أولبرايت ستلتقي رئيس الدولة الباجي قائد السبسي و رئيس الحكومة يوسف الشٌاهد و عدد من الزعماء السياسيين منهم راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة الذي سبق إن ألتقته في تونس سنة 2016 في مقر الحركة.
زيارة اولبرايت سببها المعلن ترأس أجتماع المعهد الديمقراطي الوطني في شمال أفريقيا المعروف بدعمه للإسلاميين و تدريبهم طيلة سنوات على “الديمقراطية” و أدماجهم في الحياة السياسية بأعتبارهم ناشطين ديمقراطيين و هذا المعهد مرتبط أيضا برجل الاعمال و الظل جورج سوريس الذي كان له دور في أفتعال الثورات العربية كما يدعم معظم ما يعرف ب”معاهد الديمقراطية” في العالم العربي كما يعرف بعلاقته الوطيدة بمادلين أولبرايت أحد أشد المدافعين عن الأسلاميين.
و قد هددت في 2017 بتسجيل نفسها في سجل المسلمين الذي أعلن الرئيس ترامب عن أحداثه في إطار محاصرة نشاط الجمعيات الإسلامية في الولايات المتحدة الأمريكية لشبهة أرتباطات بالتطرف وتمويل الإرهاب كما عرفت اولبرايت بأنتصارها للمرشحة الرئاسية السابقة هيلاري كلنتون التي كانت وراء إسقاط الآنظمة في تونس و مصر و ليبيا و اليمن وتسليم الحكم للإسلاميين في أنتخابات محسومة النتائج مسبقا في إطار سياسة الحزب الديمقراطي و خاصة في عهد الرئيس أوباما الذي ينحدر من أصول أسلامية.
انقاذ الاسلاميين…
زيارة أولبرايت تأتي في منعرج حاسم في مصير ما سمٌاه الديمقراطيون بربيع الديمقراطية القائم أساسا على منح السلطة للأسلاميين خدمة لمشروع الشرق الأوسط الكبير الذي سيكونون عاموده الفقري فقد سقط حليفهم عمر البشير في السودان كما نجحت مصر في قطع خطوات أقتصادية هامٌة بعد أن أنهت الوجود التنظيمي للأخوان المسلمين و في ليبيا فشل مشروع الأخوان و حليفهم فائز السرٌاج و أستعاد الجيش الليبي السيطرة على معظم الأراضي الليبية أما في تونس فإن كل المؤشرات تؤكد تراجع شعبية حركة النهضة و بناء تحالف واسع ضدها و بالتالي الخروج من الحكم و بداية الملاحقات القضائية بعد أن تم التكتم عنها فضلا عن ملفات التسفير والجهاز السري والغرفة السوداء.
فخروج المليشيات من طرابلس و دخول الجيش الليبي و الحكومة التابعة لمجلس النوٌاب السلطة الوحيدة المنتخبة في ليبيا الى العاصمة أصبح مسألة وقت و لابد من أن تتحرٌك قوى “الديمقراطية” لإنقاذ مشروع الأسلاميين في تونس بعد أن خسروا كل مواقعهم.
و قد تكون هذه الزيارة في سياق أحياء “التوافق” و أن تكون الآنتخابات القادمة مضمونة النتائج سلفا بالمناصفة بين حركتي النهضة و تحيا تونس و كل من يقبل الأنخراط في “التوافق” و الدخول لبيت طاعة حركة النهضة لتحقيق المشروع الأمريكي في نشر “الأسلام الديمقراطي” الذي تعتبر المؤسسات الأمريكية أو بعضها على الأقل حركة النهضة قاطرته الأساسية.