لا تزال الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية في تونس على حالها دون اي تغيير، حيث يروي عدد من الرواة اليوم في الجنوب الشرقي بالبلاد قصصا مأساوية تتعلق بشباب اختار الرحيل على قوارب خشبية تسوقها محركات ” الناف ناف ” باحثين بذلك عن اسباب بقاء جديرة بالاعتبار في بلدان أوروبا.
عرفت تونس خلال هذه الايام القليلة الفارطة موجة هجرة جديدة تشكلت بفعل مغادرة عدد من القوارب المحملة بالمؤونة والشبان بطرق غير نظامية، هم الذين اختاروا الرحيل والغربة بدل البقاء في بلادهم. ساعين في ذلك إلى البحث عن مواطن شغل قد تدفعهم إلى حب الحياة تميزت دائما بالفقر والحاجة والخصاصة.
تميزت موجة الهجرة هذه عن سائر الموجات التي عرفتها البلاد، حيث ان الفاعل الرسمي هو فيروس ” كورونا ” الذي زاد من حدة تداعيات الاقتصاد وفرص العمل. لمسة جارحة ادت بالأساس الى انتاج عدد من مقاطع الفيديو المصورة وتعتبر مميزة حسب مشاهدينها. وعرفت هذه المقاطع المصورة تزينها اغاني الراب التي تتحدث عن الغربة والهجرة، يصورها شبان اما بتقنيات البث مباشر على مواقع التواصل الاجتماعي، تلخص اللحظات التي يقضونها وهم على متن القوارب، بطرق تحريضية يعرفون بأنفسهم ومغامراتهم ويعلمون العامة بانتصارهم على البقاء ونجاحاتهم الجزئية في الرحيل.
الخلاص من الفقر
غالبا ما تحمل هذه المقاطع المصورة في طياتها معان متعددة، لعل أبرزها الشعور بالخلاص من الفقر والبطالة، وسعادة بالمستقبل الذي ينتظرهم خارج حدود الوطن، يصفونه بالعالم المثالي يضمن لهم حقوقهم المادية.
وتختص المقاهي الشعبية في عدد من المناطق التي تعتبر من أبرز نقاط الانطلاق كخليج بوغرارة في ولاية مدنين وجرجيس وجربة وخليج قابس وعدد من المناطق الساحلية الاخرى، بحلقات نقاشية حول هذه المضامين الحساسة. غالبا ما تؤثثها هواجس الرغبة في تجربة الغربة والعيش في عوالم اخرى مغايرة للبيئة التونسية.
انتظروا الجزء الثاني يوم الأحد 27 سبتمبر 2020
اسكندر نوار