
تونس -أونيفار نيوز-خلال مشاركته في “المناظرة الكبرى” لاونيفار نيوز أكد السيد رياض بن سليمان، السفير السابق وخبير دولي للمعهد التونسي للدراسات الاستراتيجية ، أن العالم لا يعيش قطيعة بالمعنى الحقيقي للكلمة، بل يعيش تحولات عميقة وهزات متتالية .معتبرا أننا في خضم منعطف جديد، عنوانه مرحلة انتقالية فوضوية».
وبالتالي أمام مسار تحول لم يكتمل بعد،وعليه يجب التعامل بكل حذر مع المصطلحات على غرار بروز نظام عالمي جديد، واقع جديد، تغيير في النموذج… وكل ما يوحي بتغيير جذري واضح ـ لأنه يفترض نهاية مرحلة وبداية أخرى. في حين أننا أمام عملية طويلة، معقدة ومتواصلة في تطورها.
الواضح ان النظام العالمي الذي تشكل بعد الحرب العالمية الثانية تعرض لاهتزازات عميقة بفعل النزعات التوسعية ومحاولات الانفلات من قواعد القانون الدولي، مما أدى إلى تآكل النظام المتعدد الأطراف، وازدياد الفوضى الجيوسياسية، ومنطق المواجهة، وتعدد الصراعات.
وان كان ثابتا واقعيا أننا انتقلنا من عالم تحكمه الثنائية القطبية إلى عالم أحادي القطب، ألا أنه ليس من المؤكد أننا نتجه فعلاً نحو عالم متعدد الأقطاب.
فالفترة مفصلية بين النظامين قد تطول، من دون أن تتبلور بالضرورة ملامح واضحة لعالم جديد».
الخاصية الجوهرية للوضع الراهن، حسب تعبيره، هي سيادة منطق “كلٌّ لنفسه”، حيث تراجعت أولوية القانون لتنظيم العلاقات الدولية أمام منطق المصلحة الذاتية.وهذا ما حول العالم إلى ساحة معركة متعددة المستويات:
المستوى الأول: اختلافات عميقة في الرؤية حول مستقبل العالم: بين من يدعو لتنظيم العلاقات عبر القانون وتكريس التعددية، ومن يسلك طريق التنافس الشرس والهيمنة الأحادية.
المستوى الثاني: سباق محموم وغير مقيد بأي أطر قانونية للسيطرة على الموارد الحيوية، التي أصبحت اليوم المحدد الرئيسي للقوة والنفوذ.
المستوى الثالث: فشل النيوليبرالية، التي فتحت المجال أمام منطق «الجيواقتصاد التوسعي»، حيث أصبحت الأدوات الاقتصادية تُستخدم كوسائل لتحقيق أهداف جيوسياسية، مما يغذي الصراع حول كل شيء تقريباً، بما في ذلك الأسواق نفسها.
وهكذا، نشهد اليوم تحوّل الصراعات نحو المجال الاقتصادي.