-
حداثة عهدكم بالمسؤوليات لن يمنعكم من تحمل المسؤوليات و التجريب لا يكون على حساب الوطن
“الى رءيس الجمهورية
الى رءيس الحكومة
الى رءيس مجلس نواب الشعب
حياة التوانسة أمانة فى رقبتكم
ان حداثة عهدكم بالمسئوليات وانتم فى اعلى مراتب السلطة لا تعنى أعفاءكم من تحمل اثر ما تتخذونه من قرارات على مصير العباد والبلاد.
ان التقارير الطبية المعلنة منها والسرية تجمع على ان الوباء فى بلادنا وبين صفوف شعبنا يتقدم ولا يتأخر مثلما هو الحال فى الصين وشمال إيطاليا حيث يتراجع بشكل لافت بفضل الخيارات الحاسمة والحلول الجذرية النابعة من استراتيجيات واضحة وصارمة وموجعة.
تقول الحكمة ان الأخطر من الخطا هو التمادي فى الخطأ والإصرار عليه،وقرار حظر الجولان من السادسة مساء الى السادسة صباحاهو خطا بإجماع كل المختصين اللذين يجمعون على ان بلادنا لا تعيش انفلاتا أمنيا بقدر ما تعيش انفلاتا وباءيا وصحيا.
والحال هكذا،ندعوكم الى الإسراع بتصويب الخطأ فورا وإقرار الحجر الصحى الإجباري والشامل على الجميع (le confinement total)وقطع التواصل بين الجهات الا للضروريات مع مرافقته بخطة استعجالية لتأمين الحاجيات الضرورية للجميع ، خطة تتولاها المؤسسة العسكرية والأمنية والمنظمات الوطنية وبعض قوى المجتمع المدنى.
فى الأيام القليلة القادمة سيكف الوباء عن التسلل إلينا من أوروبا لان افريقيا ستصبح هي بؤرته الجديدة وفق اخر تقارير منظمة الصحة العالمية ولهذا لنتعظ من تجارب غيرنا ممن يفوقوننا عدة وعتادا ولنبدأ فورا بتصويب الأخطاء بدل التمادي فيها ولتكفوا عن التجاذبات والمناكفات الصبيانية فالاستعداد لقادم الاستحقاقات لا يكون بسياسة الهواة التى قد تذهب بأصحابها الى حد التلاعب بعدد الإصابات وربما الوفيات
وأخيرا ،ثقوا ان هذه الأزمة ستمر كما مر غيرها من الأزمات ولكن حداثة عهدكم بالمسئوليات لن يعفيكم من تحمل المسؤوليات عن حجم الخسارات لان الدربة والتجريب لا يكون على حساب حياة الشعوب ومصير الأوطان.
ان حياة التونسيين والتونسيين هي أمانة الأمانات.”