يتفكك البيت الداخلي لحركة النهضة شيئا فشيا منذ الرسالة الأولى التي أطلقها مجموعة الـ 100 أو ما يعرف بالمشنقين عن التيار الاخواني صلب الحركة نفسها. لكن هذه المرة تطور خطاب المجموعة بعدما اعتقدت قيادات الحركة أنه تمت السيطرة عليهم، ليوجهوا رسالة ثانية إلى ما وصفوه بـ”عموم الإخوة من أبناء حركة النھضة”، تضمّنت توضيحا لدوافع بعث الرسالة الأولى وخلفياتها.
اقصاء وتغييب
الرسالة المنشورة للعموم كشفت أيضا طريقة تعاطي رئيس حركة النهضة مع الرسالة وباعثيها، باعتبار أنه تم اتهامهم بالانقلابیین والعساكر، مما يؤكد التفكير الاخواني بعقلية الأجهزة السرية والمخابراتية. كما بين الممضون على الوثيقة أنه تم إقصائهم عن اجتماعات المكتب التنفيذي وتغييبهم عن كافة القرارات التي تم اتخاذها.
دائما ما عرف عن قيادات حركة النهضة بتكتمهم الشديد وولائهم لأعلى الهرم أي راشد الغنوشي، لكن يبدو أن الحركة تعيش أسوأ فتراتها منذ نشأتها، في وقت تبين أن الضغط جليا على نواب الكتلة في البرلمان، ومع هرسلة بعض الكتاب العامین ممن وقعوا على الرسالة وإقالة أحدھم دون وجه حق ودون موجب قانوني.
وأكّد باعثو الرسالة الجديدة أنّ الرسالة التي تم تسليمها إلى رئیس الحركة تمثل محطة ضمن مسار طویل من محاولات الإصلاح وترتیب الوضع الداخلي الذي لا یخفى على الجمیع أنه متردي ومخیف.
الغنوشي مرشح الرئاسة 2024
وشدّد القياديون النهضويون على أنهم كانوا يأملون أن یبقى الحوار داخلیا، إلا أنه تم نشرها في وسائل الإعلام بعد یوم من وصولها إلى رئیس الحركة، مما يؤكد بأن بالعملیة مقصودة للنیل من مصداقية الوثيقة والتشكیك في محتواها ومحاولة الضرب على أيادي المشنقين عن أبناء الحركة.
وحسب الوثيقة المشار إليها، فإن الوضع داخل القصر الإخواني لم يعد يطاق فالمساندين لبقاء الغنوشي على رأس الحركة في صدام مع التيار المقابل الساعي إلى إقرار مبدأ التداول على الرئاسة، وهو ما أكدوه في ختام رسالتهم بضرورة احترام القانون وإعادة ترتيب البيت الداخلي من جديد، باعتبار أن السبب الرئيس وراء نشر الرسالة یعود إإلى التمطیط وتأخیر الموتمر الحادي عشر بسبب الدحرجة التي اعتمدھا رئیس الحركة، بل إنه أعلن رغبته في الترشح للانتخابات الرئاسیة سنة 2024.