
على وقع تسارع وتيرة الحرب في الدومباس اعتبر المحلل الاستراتيجي الدكتور رافع الطبيب ان الوضع يتجه نحو الحسم بسينياروهات بعضها مرعب وبعضها الآخر يشارف على مشهد القيامة. كل الفرضيات مطروحة اليوم وسبل التراجع اضحت قليلة لدى الفاعلين الرئيسيين.
قبل الخوض في الفرضيات، لنستعرض الحيثيات الخطيرة التي مرت مرور الكرام في الميديا الغربية والعربية التابعة :
اولا تقديم الاستفتاء حول خيار انضمام المناطق المحررة من طرف الجيش الروسي وحلفاؤه في الدومباس وماريوپول وزاپوريجيا وخيرسون ولوغانسك والانتصار الواضح لخيار الاندماج ضمن الفيديرالية الروسية واجتماع الدوما في موسكو لاقرار الالحاق الفوري لهذه المناطق ضمن “الوطن الروسي” يؤشر لاستعجال الجيش الروسي في البدء بعملية اوسع وأخطر وأعمق وذات طابع حسم لحرب لا يمكن ان تطول اكثر. فتفجيرات الانابيب الغازية تحت سطح البحر من طرف القوى الغربية يعتبر قطعا للطريق لاية محاولة لالمانيا واوروبا عموما للتراجع واعادة فتح قنوات اتصال مع روسيا خاصة بعد فشل زيارة المستشار شولتز للخليج.فضلا الامر الصادر للمواطنين الامريكيين لمغادرة الاراضي الروسية فورا الذي لم يتخذ في احلك ايام الحرب.
بالتوازي مع ذلك هناك اعتراف الاوساط المالية الغربية بانهيار منظومة العقوبات الاقتصادية وخاصة البنكية ضد روسيا بما يعنيه من افول نهائي لهذا السلاح الاستراتيجي الذي ركعت به امريكا الد اعدائها سابقا.
اما عن الترجمة العملياتية لكل هذه المؤشرات فهي كالتالي : بعد ان يقر البرلمان الروسي – الدوما الحاق المناطق المحررة، فهذا يعني ان حدود روسيا تمتد داخل اوكرانيا وان اي هجوم على هذه الاراضي يصبح اعتداءا على السيادة الترابية لروسيا وهذا يستوجب، حسب الدستور الروسي، الدفاع عن حرمة البلاد بكل الوسائل دون استثناء، بما في ذلك السلاح النووي، بمكونيه : التكتيكي والاستراتيجي.
وبالتالي لا خيار لروسيا لحسم المعركة التي تبين انها تخاض ضد حلف الناتو مباشرة ولا وجود للجيش الاوكراني ألا كقوة ثانوية وهو ما يعني ان روسيا في حالة تواصل هجومات الحلف الاطلسي عليها لن تعتمد السلاح النووي الاستراتيجي، بل ستحدد مناطق تواجد القوات الخاصة الغربية والعتاد الهجومي وتمسحها بضربات دقيقة وشديدة السرعة لجعل مواصلة المعركة بالتكتيكات القديمة مستحيلا. مع التأكيد ان هذه الطريقة الهجومية بالاسلحة النووية التكتيكية تمثل جزءا من العقيدة الدفاعية الرسمية المعتمدة في روسيا والمنشورة للعموم.
بناءا على هذا السيناريو الذي يشترط مواصلة الامريكان التعدي على المناطق الروسية التي انضمت حديثا، ما ستكون ردة الفعل لدى حلف الناتو وخاصة محوره الاكثر عدوانية : واشنطن – لندن؟
1/الرد بشكل متوازي باستعمال السلاح النووي التكتيكي في ساحات الدومباس او على شواطىء البحر الأسود او ضد القطع البحرية الروسية.
2/ضرب مناطق تواجد الروس ضمن ساحات اخرى كرد انتقامي – عقابي ذو هدف سياسي استراتيجي كالساحة السورية وهذا كمحاولة لقلب معادلة في الاقليم وكسر ديناميكية التقارب التركي – السوري. الا ان هذا الرد، اذا ما حصل، سيضع العالم امام السيناريو الأسوء لانه لن يترك للمتحاربين اي طريق للعودة وسيتجاوز اشخاص القادة ليمس جوهر الوجود القومي والرمزية الردعية لدى الطرفين. حينها، قد لا نكون بعيدين عن سيناريو القيامة وامكانية اللجوء للسلاح الاستراتيجي.
في الخط الاول للمحرقة تقف اوروبا التابعة والمنزوعة الارادة والسيادة والمحكومة من جانب الأوليغارشيا المالية. هل ستستفيق الشعوب في القارة العجوز وتمنع الكارثة النووية باستباق القفز في المجهول والاستفزاز ام ستترك امريكا تحرق القارة كجزء من معركة استرجاع الريادة الغربية وحصار الخيار الاوروآسيوي؟