-
“كان أملي ان يزيح 25 جويلية كابوس الإسلام السياسي”
تونس- اونيفار نيوز تزامنا مع انطلاق الحوار الاقتصادي الذي وجهت له رسميا الدعوة للحضور فيه … نشر رجل الاقتصاد و الخبير راضي المدب تدوينة عبر فيها عن موقفه من 25 جويلية و من لجنة بودربالة الاقتصادية .
و فيما يلي النص الكامل للتدوينة :
“أصبح الجدل اليوم في تونس القاعدة. كل شيء موضوع جدل. الجدل يهيمن في غياب نقاش موضوعي وعقلاني.
كأغلب التونسيين كنت مستاء جدا من أداء الطبقة السياسية بحكوماتها ومجلس نوابها وحتى معارضتها كأن لا أحد كان يبحث عن المصلحة العليا للبلاد.
كانت الأطراف تحدد مواقفها استنادا إلى قناعات ايديولوجية ان لم تكن خدمة لمصالح فئوية أو جهوية او شخصية.
في خضم هذا الزخم جاء 25 جويلية بقراءة جريئة للدستور ساندتها رغم تحفضي عن مدى دستوريتها. كان أملي كالعديد من التونسيين أن يزيح عنا هذا المسار الجديد كابوس الاسلام السياسي ومتاهات الفوضى والاستهتار ورداءة الأداء والتغافل عن المطالب الحقيقية للشعب وهي أساسًا اقتصادية واجتماعية.
طالت المدة الاستثنائية وأفضت الى عدد من المراسيم والقرارات والتعليقات جعلتنى كمساند أولي للمسار الجديد في حيرة من أمري إذ أتى عدد منها في تضارب مع قناعاتي للفصل بين السلط وعلوية القانون والتعايش السليم ووجوب التشاور والحوار.
لم يمنعني هذا التساؤل الدائم من تقديم الرأي بكل حرية واستقلالية ونزاهة كلّما سؤلت من طرف العديد من أصحاب القرار.
آخرها جاء عن طريق العميد الصّادق بلعيد حيث طلب مني تقديم تصوري للقيم والمبادئ الاقتصادية والاجتماعية والثقافية اللتي أرى أن يستند إليها الدستور الجديد والمؤسسات الدستورية اللتي يجب اعتمادها حتى تفضي الى منوال تنموي جديد كفيل بإضفاء المزيد من الادماج والتضامن والعدالة الاجتماعية والتميز.
عبرت عن قناعاتي كتابيا تم اثرها استدعائي من قبل العميد ابراهيم بودربالة للمشاركة في أعمال اللجنة الاستشارية الوطنية للشؤون الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
قبولي المشاركة في أعمال اللجنة الاستشارية ناتج عن قناعتي بوجوب الوقوف لتونس في هذا الظرف الحرج للتعريف بالمسار الكفيل بالخروج من متاهات الادارة العبثية للشأن العام والتأثير على خيارات الفترة القادمة من ديمقراطية وإدماج وتضامن وتألق وانصهار ناجح في منظومة دولية نشارك في وضعها ولا نخضع فقط لاكراهاتها.
كان من السهل أن أعتذر عن المشاركة تفاديا لكل نقد لكنني على عادتي لم أختر الطريق الأسهل بل اخترت طريق المسؤولية والمراهنة على التغيير الايجابي للأوضاع.
كنت اتمنى طبعا أن تدار أشغال هذه اللجنة بمساهمة كل الاطراف الفاعلة ولا سيما الاتحاد العام التونسي للشغل وان تكون مقررة ولا استشارية فقط.
مشاركتي تبقى شريطة التفاعل الحقيقي والاخذ بعين الاعتبار بالرأي والرأي المخالف ومقارعة الافكار والحجج.
تغيبي اليوم عن الاجتماع الأول لللجنة راجع لتواجدي خارج أرض الوطن لالتزامات سابقة لم يمكن لي اعادة جدولتها”
اونيفار نيوز