-
أقام في السودان في وقت كانت فيه على قائمة الدول الراعية للارهاب..!!؟؟
تونس – اونيفار نيوز أصبح تردّد راشد الغنوشي على حكام التحقيق لمواجهة تهم من ” الحجم الثقيل” ثم عودته إلى منزله ” فرحا مسرورا ” أمرا مألوفا رغم أنه يثير الإستغراب لأن التهم المنسوبة إليه شديدة الخطورة و ترتبط بشكل مباشر بالإرهاب و تهديد الأمن الوطني. و لكن إستعراض جوانب من مسيرة الرجل من شأنها أن تقلص إلى أكبر حد من الإستغراب.
ذلك أن راشد الغنوشي قد “تمتع” على امتداد هذه المسيرة بنوع من ” الحصانة ” التي تقف وراءها جهات لا علاقة لها بالعمل السياسي في معانيه النبيلة.
انخراط راشد الغنوشي في تأسيس ” العمل الإسلامي ” في تونس لم يتم دون ضوء أخضر من بعض دوائر الحزب الحاكم آنذاك و تحديدا محمد الصياح بُغْية الحد من إنتشار الأفكار اليسارية في الجامعة و في النقابات.
هذا الهدف يلتقي مع الإستراتيجية الأمريكية و هو ما يفسر دور واشنطن و لندن في تأسيس حركة الإخوان المسلمين التي تعتبر حركة النهضة منذ تأسيسها امتدادا عضويا لها و يفسر أيضا الصلة الوثيقة لراشد الغنوشي بدوائر المخابرات الأمريكية.
و هنا لا يمكن تناسي إنقاذ زين العابدين بن علي لراشد الغنوشي من الإعدام و الدور الذي قامت به حركة “الإتجاه الإسلامي” لتعفين الأجواء في نهاية حكم الرئيس الحبيب بورقيبة و أيضا صلاتها، عن طريق عبد الباقي الهرماسي مع زين العابدين بن علي الذي جاء للسلطة بفضل ضوء أخضر أمريكي.
بن علي… صدام حسين… والإخوان…!!!
حين انحاز زين العابدين بن علي لصدام حسين عقب غزوه للكويت حرّك راشد الغنوشي أتباعه ، و بتعليمات خارجية ، ل”تأديب ” زين العابدين بن علي . و بعد المواجهة بين الإتجاه الإسلامي و النظام التونسي ترك راشد الغنوشي أتباعه في السجون و غادر تونس بطريقة تؤكد أنه يتمتع بحماية تتجاوز الدولة التونسية.
استقر راشد الغنوشي أول الأمر في الجزائر – التي تواصل “حمايته” – و لكنه كان يبحث عن وسيلة تؤمن له الانتقال إلى ” المعسكر الآخر ” و هو ما جعله يكلف مقربين منه بربط الصلة بالنظام المغربي و يكتب مقالا ينتقد فيه النظام الجزائري الذي دعاه لمغادرة البلاد فاتجه إلى فرنسا التي كانت لا تمنح اللجوء السياسي الا لمن يوافق عليه راشد الغنوشي و في ذلك دليل على أن للرجل دورا أمنيا تأكد خلال إقامته في بريطانيا و أيضا في إقامته ” الغامضة” في السودان في وقت كان فيه السودان على قائمة الدول الراعية للإرهاب.
لم يوضع راشد الغنوشي على قائمة الشخصيات التي يفترض مساءلتها. لا ننسى هنا ان إيران قد وضعته لفترة على قائمة الممنوعين من دخول أراضيها على خلفية شكوك حول ارتباطه بدوائر استخبارية معادية لها. و رفضته السعودية في وقت من الأوقات.
راشد الغنوشي أحد أبرز منفذي مخطط الفوضى الخلاقة الذي تم ضبطه في دهاليز المخابرات الأمريكية و هو ما جعله يتمتع في المقابل بما يشبه ” الحصانة الفعلية ” خاصة و قد تولى نشر الفوضى الخلاقة في تونس وازدهرت “في عهده” شبكة تسفير الإرهابيين إلى سوريا. و لا ننسى تمسكه بعدم التنصيص على منع التطبيع في الدستور الجديد و لا شك أن العلاقة مع جان ماكين و منظمة ” الايباك ” ليست مجانية أو عفوية.
ليست قطر و تركيا في تظاهرهما بحماية راشد الغنوشي إلا أداتين تنفذان سياسات و رغبات واشنطن و دوائر المهام القذرة فيها.
…أي نهاية….!!؟؟
السؤال الذي يطرح نفسه دائما في حالات مماثلة : ما هي النهاية السياسية التي تنتظر “رجل الملفات”والاسرار والمهمات المرتبطة بالدوائر الأجنبية.
المؤكد أن القرار الداخلي غير مؤثر وثانوي في هذه الوضعية ما دامت الحماية الأجنبية متواصلة. ..!!!
اونيفار نيوز