- لماذا يعتمد رئيس مؤسسة التلفزة على دائرة ضيقة من المقربين لتسيير التلفزة ؟
- هل يكون صمت رئاسة الحكومة عن الهفوات التي حصلت محاولة للتغطية على رئيس مؤسسة التلفزة ؟
عقد رئيس مؤسسة التلفزة التونسية محمد لسعد الداهش اجتماعا صباح اليوم الإربعاء بكامل المسؤولين في المؤسسة و ذلك بعد غداة بث آذان الصبح عوضا عن آذان المغرب يوم الثلاثاء 14 ماي. و قد خلف ذلك موجة من التعاليق الساخرة على صفحات التواصل الاجتماعي و حمّل رئيس المؤسسة الاطارات مسؤولياتهم و دعاهم الى تأطير منظوريهم حتى لا تتكرر مثل هذه الهفوات.
و اعلن انه سيتخذ في الساعات القليلة القادمة قرارات وصفها بالموجعة نتيجة الهفوة التي حدثت و هي الثانية منذ انطلاق شهر رمضان المعظم. و يرى عدد من المتابعين لشأن التلفزة التونسية ان رئيس المؤسسة يحاول التملّص من مسؤولياته و الأخطاء التي ارتكبها منذ أن تولى منصبه في أوت الماضي و منها أساسا تعمده عدم تسمية مديرين بصفة رسمية في عدد من الإدارات المهمة في التلفزة التونسية و اعتماده على أشخاص مقربين منه بعضهم كان معه في الشعبة المهنية للتلفزة التونسية التابعة الى التجمع الدستوري الديمقراطي التي رئسها الداهش في نوفمبر 2010 و البعض الآخر تربطه بهم علاقات مهنية سابقة و مهمات مشتركة بوكالة الإتصال الخارجي او بالقناة الليبية التابعة لعبد الحكيم بلحاج التي اشتغل بها الداهش بعد الثورة في تركيا.
و قد قررت الإدارة الشروع في الاجراءات التأديبية ضد المكلف بالإشراف على قاعة البث النهائي في القناة الوطنية الاولى مساء الثلاثاء 14 ماي و هو موظف له خبرة في هذا المنصب منذ سنوات عديدة و يتميز بهدوء و اخلاق عالية و لكنه ارتكب الهفوة عن غير قصد و لئن يترقب أبناء التلفزة صدور هذه القرارات التي يمكن أن تتضمن تسميات جديدة و تغييرات في عدد من المواقع فإن أغلبهم يعتقد أن الادارة الحالية تحاول استغلال هفوات بشرية يمكن ان تحصل في أي حين للتغطية على سوء التسيير و التدبير في المؤسسة و التي تتم بطرق عشوائية و هي غير خاضعة لإجراءات واضحة.
و لم يقدر رئيس المؤسسة منذ حلوله بها على إحكام التسيير الاداري و التصرف في الموارد البشرية المتوفرة و اعتماده على أشخاص بعينهم يستمرون في الحصول على حظوة الإدارة مع كل الرؤساء المديرين العامين السابقين.
و يستغرب عدد من العاملين في التلفزة صمت رئاسة الحكومة على الوضع المزري الذي تعيشه المؤسسة منذ أن تولى مسؤوليتها محمد لسعد الداهش و الذي أدى الى هفوات متكررة و منها بث آذان خاطىء و برنامج ديني يمدح بن علي.
و يعتبر هؤلاء أن ما يحصل هو محاولة تغطية على فشل الإدارة الحالية للتلفزة التونسية و التي تحاول استغلال نجاح مسلسل المايسترو لإخفاء هفواتها و أخطائها و ذلك بالمبالغة في المدح و الإشادة به و كأنه رغم قيمته غير المشكوك فيها حدث منفرد في تاريخ التلفزة التونسية التي سبق و أن أنتجت منذ اطلاقها في ستينات القرن الماضي أعمالا ممتازة و متميزة و اشتغل بها كفاءات في الصحافة و الانتاج و التنشيط و الاخراج لم تأت بمثلهم التلفزة حتى اليوم.