وجه الأستاذ المحامي نعمان مزيد رئيس فرع صفاقس الجنوبية للرابطة التونسية لحقوق الأنسان رسالة مفتوحة إلى التونسيين أعتبر فيها أن الشعب التونسي يواجه اليوم حالة اللادولة وهذا نص رسالته .
رسالة إلى شعب تونـــس .
أنتـــم الآن بلا دولـــة …:
حين يصاب الطبيب بفيروس الكورونا ولا يجد له سريرا لإنعاشه وإنقاذ حياته ..
فاعلم أنّك إزاء واقع ” اللادولة “…
حين تتنقّل طالبة من مدينة موبوءة إلى مبيتها الجامعي لاجتياز الإمتحان دون أي إجراء وقائي وتباشر حياتها اليومية وتنتقل العدوى إلى بقية زميلاتها بالمبيت ، ولا تتدخّل السلط الرسمية إلا بعد حصول الكارثة ..فهذا يعني أن سلطة الدولة في خبر كان” …
حين يصاب العشرات من الأطباء والممرضين في أكثر من مستشفى دون أخذ الاحتياطات اللازمة وتوفير مستلزمات التعقيم واللباس الضروري ..هذا معناه أن الدولة قد خلدت إلى النوم …وتركت أبناءها في العراء…
حين يقع الإعلان عن العودة المدرسية ، ويكون نصيب معظم المدارس والمعاهد أربع قطع من الصابون وخمس أوعية جافال لمواجهة الفيروس فذلك مؤدّاه أن الدولة تقول لكم ، أيها المربون : ” اذهبوا ورب ربّكم وقاتلو الفيروس …إني هنا قاعدة “..
حين تطالب أجهزة الدولة أولياء التلاميذ بامضاء تصريح على الشرف بعدم مؤاخذتها على جرائمها في التقصير واستباحة الارواح فهذا معناه انها تحولت الى شركة مقاولة تستثمر في رقاب المواطنين …
حين تطلق اليوم الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان صيحة فزع فهذا يعني أيضا …أن على شعب تونس أن يتصرّف الآن ومنذ اليوم على قاعدة أن ليس له دولة تلقّت أكثر من ثلاثة آلاف مليار بما في ذلك مئات المليارات من تبرعات المواطنين والمؤسسات لمواجهة فيروس الكورونا …
فاختارت أن تقدّم شعبها وأبناءها قربانا …
في النهاية :
أيها الشعب عليك تدبّر أمرك …
دولتك اختارت العمل بقاعدة ” البقاء للأصحّ”..
والبقية ..إلى الجحيم..
الأستاذ نعمــان مزيــد
12 ـ 09 ـ 2020