أجرى رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي حوارا مع صحيفة القدس العربي تطرق فيه لعدة نقاط هامة فيما يتعلق بالقمة العربية التي انعقدت في تونس و التي كانت في تقديره متميزة من حيث التنظيم وكذلك من خلال مخرجات القمة.
و أكد أن اختيار عنوان التضامن العربي كعنوان للقمة التي استضافتها تونس هو محاولة لتجاوز الخلافات بين القادة العرب و خاصة في الخليج الذين لم يلتقوا و لم يتبادلوا الحديث و قد بين في حواره انه اقنعهم بان الخلاف الواقع بينهم فيه مضرة للجميع وان السياسة التونسية تقوم على الحر ص على إبقاء المسافة نفسها من الجميع.
و أضاف انه إذ لم يكن هناك تضامن فمن سيدافع عن القضية الفلسطينية التي تم وضعها ضمن الاوليات صلب جدول أعمال, و تابع انه فيما يخص سوريا رغم المأخذ عليها فإنها جزء لا يتجزأ من العالم العربي و لديها مكانة في الجامعة العربية و يجب أن تعود إلى مكانها الطبيعي و بين انه أخذ بعين الاعتبار أن قرار إعادة عضوية سوريا إلى الجامعة العربية من عدمه هو قرار الجامعة العربية، و تونس دولة مستضيفة للقمة فقط و نوه أن تونس لم تقطع علاقاتها مع سوريا، و لديها قائم بالأعمال في هذا البلد، و لكنه استدرك أن موقف تونس شيء و موقف العرب شيء آخر.
أما فيما يتعلق بالقضايا الإقليمية قال إنه يجب تجنيب ليبيا مزالق التدخلات الكبرى كما اعتبر أن لا خوف على الجزائر فشعبها على قدر كبير من الوعي و هو مدرك تماما لمخاطر الخلافات و هو قار على تجاوز هذه المرحلة بسلام .
من جانب أخرى يرى الرئيس السبسي انه بعدد مرور ثماني سنوات على الثورة فأن التجربة الديمقراطية في تونس تبقى هشة طالما لم يقع تقدم في المجال الاقتصادي كما كرر دعوته لإجراء تعديل للدستور خاصة فيما يخص ما اسماه السياحة الحزبية معتبرا انه لا يمكن لشعب أن يصوت لنائب بسبب اتجاه معين فيجده يذهب في اتجاه معاكس.
في السياق ذاته تطرق الرئيس إلى الصعوبات التي يمر بها النداء و اكد انه مستهدف و لكنه لن يدافع عنه بل سيدافع عنه ابناؤه حتى يواصل مسيرته كما اشار إلى مسالة اختيار حزبه له كمرشح للرئاسية.
و أكد انه ليس مقتنعا بان مصلحة تونس أن يعيد ترشيح نفسه للانتخابات الرئاسية المقرر اجرائها في نوفمبر المقبل إلا انه شدد أن كل توجه يخدم مصلحة تونس سيسير فيه و لو انه في تقديره ليس مقتنعا بان من مصلحة تونس أن يعيد ترشحه رغم أن الدستور مكنه من هذا الحق الذي ليس ضرورة أن يتم استخدامه.
و أكد أن هناك اجال لوضع الترشحات وسيترقبها ثم يقرر. اما علاقته مع رئيس الحكومة فقد أكد انه ليس لديه مشاكل شخصية معه و انه هو من اختاره.
أما فيما يتعلق بالانتخابات فقد صرح انه سيقع توفير سبل النجاح لها و على المرشحين أن يتنافسوا بطريقة حضارية لأنه من أهم شروط الديمقراطية هي القبول بالراي المخالف رغم انه في حضارتنا العربية ليس شائع قبول الآخر.
هاجر و أسماء