تونس – اونيفار نيوز لم يفاجيء انسحاب نيككي هالاي من الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري لفائدة دونالد ترامب المتابعين للحياة السياسية الأمريكية. ذلك أن مناخ المنافسة بين ” بايدن ” و ” ترامب” لا يمكن أن يترك إمكانية لهذه المرأة السمراء للتطلع إلى دخول البيت الأبيض لأن جانب المواجهة الشخصية بين الرجلين و مشاعر الكراهية المتبادلة بينهما قد طغى على مناخ الحملة التمهيدية بل يمكن القول أنه ” قولبها” و حدد لها مجالا يصعب تخطيه . و ككل مواجهة تتخذ بعدا ذاتيا و شخصيا فإن عنف الخطاب قد يخفي ضعف المقاربة و ربما غياب القدرة على تقديم الحلول .
و هذا ما يشير إليه الذين ينزلون الانتخابات الرئاسية الأمريكية في سياقها العالمي لأن هاجس الهيمنة الكونية هو الذي يسكن ذهن أصحاب القرار في الولايات المتحدة الأمريكية التي تملك ، اقتصاديا و تقنيا و علميا و عسكريا ، ما يؤهلها لذلك .
و لكن القدرة على القيادة و الهيمنة سياسيا هي التي اصبحت محل شك خاصة في السنوات الأخيرة.
هناك الهجوم الذي شنه انصار ترامب على مبنى الكابيتول والذي يمثل شرخا عميقا في وجه الديمقراطية و يضاف إليه أن المرشحين القويين تلاحقهما شبهات و متابعات قضائية و يضاف إلى ذلك أنهما طاعنان في السن و أن شكوكا كبيرة تحوم حول صحتمها النفسية و العقلية .
الممارسات الصهيونية في غزة تصيب أيضا صورة أمريكا و تضرب ما ترفعه من شعارات براقة حول حقوق الإنسان في العمق .عجز أمريكا و حلفائها و ” صنيعتها ” زيلنسكي عن هزم القوات الروسية إلى جانب ما ظهر في الحلف الأطلسي من خلافات يمثل أيضا علامة أخرى على أن الهيمنة الأمريكية هي حاليا محل شكوك في الداخل و الخارج.
هذه الهواجس تخلق حاليا وعيا سياسيا جديدا في الولايات المتحدة الأمريكية ما انفك يبحث عن مسافة مع ” الاستبليشتمنت” المهيمن من عقود و الذي قد لا يغير الأوضاع في الاستحقاق الانتخابي القادم و لكن من الضروري أخذ تشكله بعين الاعتبار.