في ظل استعار الحملة الانتخابية التي مهما تفنن خلالها المترشحين في تقديم أنفسهم بصيغة المهدي المنتظر الذي لا يشق له غبار و الحال و أننا نتحمّل ما حاكه نواب التأسيسي بقيادة حركة النهضة من ألغام داخل القانون الانتخابي بحيث تضمن لنفسها تواجدا في الحكم مهما تغيرت الظروف و مهما لفظها التونسيون الى حد ان بعض النشطاء طالبوا بتحرير البرلمان الذي يمثل المعركة الكبرى و تنقيح الدستور و تغيير القانون الانتخابي.
لا يختلف اثنان اننا ازاء معضلة أحسن دستور في العالم لا يمكن لأي طرف ان يحكم لوحده اكثر من ذلك فان طريقة الانتخاب تسمح لمن تحصل في التشريعية على واحد بالمائة من الأصوات ان يكون نائبا بفضل اكبر البقايا وعليه استغرب رؤوف بن رجب الإعلامي و المحلل السياسي كم العنف بين المترشحين و حالة السب و الشتم و الضرب تحت الحزام الذي طال الحياة الشخصية للمترشحين و الحال و انه في نهاية المطاف التشاركية مفروضة.
و اضاف وانه بالنسبة للرئاسية الامر تجاوز كل الحدود و كان الامر غير مرتبط بما سيجري بعدها لاسيما و ان رئيس الجمهورية منتخب في دورتين بما يعني ان اثنين فقط سيتأهلان للدور الثاني بما يعني تنازل 24 مترشح اكثر من ذلك فان رئيس الجمهورية لا يمكن له ان يحكم لوحده فهو في حاجة على الأقل لوزيرين ثم انه في ظل تشظي المشهد الحزبي سيكون لرئيس الجمهورية دور أساسي في تكوين الأغلبيات الحاكمة اذ يعود له عند فشل مرشح الحزب الاول اجراء المفاوضات و اختيار من يتولى رئاسة الحكومة و عليه طالب الاحزاب ان ترشد ذبابها الالكتروني.