تونس – “الوسط نيوز” – القسم السياسي
لم ينجح مجلس شورى حركة النهضة المنعقد يومي السبت و الأحد في حسم هوية «العصفور النادر» الذي تبحث عنه الحركة بسبب الخلاف بين من يريدون مساندة يوسف الشاهد رئيس الحكومة و من يصرون على ترشيح أحد أبناء الحركة أو مساندة مرشح آخر توافقي لإعتقادهم أن حظوظ الشاهد قد تكون ضعيفة لحصيلة حكومته الأقتصادية و الأجتماعية من جهة و لوجود منافسين له من العائلة الوسطية خاصة.
و مع أتساع دائرة الخلافات داخل حركة النهضة و تتالي الترشحات من العائلة الوسطية مثل مهدي جمعة الذي أعلن ترشحه و عبير موسي و عبد الكريم الزبيدي المتوقع تقدمه رسميا للهيئة العليا للأنتخابات يبدو يوسف الشاهد في وضع لا يحسد عليه؛ فقد خسر بخلافه مع الرئيس الباجي قايد السبسي -و هو الخلاف الذي حاول في حواره التلفزيوني الأخير التقليل من حدته- العائلة الوسطية و هم المساند المنطقي له لكنه أحتمى بحركة النهضة فأصبح أسيرا لها و رهينة.
فاليوم لا يملك أي حظوظ للفوز دون مساندة حركة النهضة لكن هذه المساندة مازالت غير مضمونة رغم حرص زعيم الحركة على أقناع مجلس الشورى بذلك…!!
و حتى إن ساند مجلس الشورى ترشيح يوسف الشاهد فإن ألتزام قواعد الحركة غير مضمون مع وجود مرشحين أقرب لقواعد الحركة التي يغلب عليها التشدد و الألتزام العقائدي بالأصل الأخواني للحركة مثل منصف المرزوقي و حمادي الجبالي و المرشح الجديد سيف الدين مخلوف المعروف بتشدده فنسبة ألتزام قواعد الحركة بالتصويت ليوسف الشاهد ستكون ضعيفة جدا و لن تمكنه من المرور للدور الثاني من الأنتخابات الرئاسية.
و الثابت أن يوسف الشاهد يعي كل هذه المعطيات لذلك توجه برسائل في حواره لقواعد نداء تونس من أجل إستعادة «الأنتماء» إلى العائلة الوسطية من خلال ما تبقى من نداء تونس مع حزبه تحيا تونس و هكذا يمكن أن ينطلق من قاعدة صلبة قد تؤهله للدخول للسباق الرئاسي بحظوظ نسبية و لكن الشرخ بين من بقي في نداء تونس و يوسف الشاهد يبدو عميقا جدا فلن يغفروا له أنه صعد للحكومة بأسم الحزب ليؤسس حزبا آخر و يحتمي بحركة النهضة و رئيسها بعد أن تخلى عن الرئيس الباجي قايد السبسي…
فكيف سيخرج من هذا المأزق؟ و هل يكون التخلي عن الترشح أفضل الحلول و الأكتفاء برئاسة الحكومة كمرشح توافقي بعد الأنتخابات هو الخيار الأمثل له خاصة أنه مازال في بداية مسيرته السياسية؟