خلف خطاب رئيس الجمهورية ردود افعال متابينة إذ اعتبره البعض خطاب “خاطيني” على غرار غلطوني لبن علي منذ 8 سنوات فيما اعتبره البعض الآخر خطاب المصارحة و الحقيقة لواقعنا السياسي الاقتصادي و الاجتماعي الكارثي بلغة الارقام للتاكيد على خطورة الوضع.
في المقابل اعتبر الدكتور و الناشط السياسي شهاب دغيم في تصريح خص به “الوسط نيوز” أن تحليله لخطاب رئيس الجمهورية لن يكون قراءة سياسية بقدر ما هو تحليل سيكولوجي لرئيس يشعر بالاحباط في ظل نظام شبه برلماني حرم رئيس الجمهورية حسب الدستور الجديد من كل صلاحياته القديمة…
الباجي قائد السبسي الذي عاصر النموذج الرئاسي المطلق مع بورقيبية و مع بن علي و الذي أسس كل رؤيته السياسية على نموذج سياسي “بطركي” يكون فيه الرئيس بالمفهوم الفرويدي ابا مقدسا لا يمكن تجاوز صلاحياته يعيش اليوم مع انتكاسة النظام الرئاساوي ازمة عصاب نفسي حاد فالشخصية الكاريزماتية للباجي تحطمت على واقع جديد مناقض لمخياله السياسي الذي نشا فيه…
و أضاف بأن الشعور بأنه حشر في الزواية ابتدا فعلا مع مسك يوسف الشاهد بدوره الذي يكفله الدستور الجديد كاملا على عكس السيد الحبيب الصيد الشيء الذي جعل الرئيس يشن هجوما على الحكومة و رئيس الحكومة بطريقة طفولية تكشف اليوم عن حجم الشعور بالانزواء الذي تعيشه الرئاسة و حجم الدور المتقلص لمن اعتاد ان يكون محورا السلطة كما عاش ذلك طيلة مسيرته السياسية و هو ماعايناه من خلال ردة الفعل العنيفة عند اجتماع مجلس الامن القومي و تمظهرت بأكثر حدة خلال حفل الاحتفال بعيد الاستقلال.
و في تقدير الدكتور شهاب كان يمكن للرئيس ان يعود لحكمته السياسية و لدوره المعدل في النظام السياسي الجديد في تونس خاصة و أننا نؤسس لديمقراطية شابة لا تحتمل الاحتقان و التشنج الذي أظهرته الرئاسة اخيرا…
عيد الاستقلال كان يمكن ان يكون موعدا تاريخيا مع اعادة الدولة الى مدارها الطبيعي و إعادة تفعيل الأدوار الدستورية لجميع مؤسساتها خاصة و أننا في وضع سياسي هش في غياب محكمة دستورية تغلق حلقة المؤسسات الدستورية.
و تابع أن المخيال السياسي البطركي القى بظلاله على وضع محتقن كان حزب الرئيس و حزب نجله احد أسباب الأزمة لتي تمر البلاد بها في ظل اصرار شنيع على ضرب السلم السياسي و إسقاط الحكومة بأي ثمن حتى و أن كان ضرب مصالح الدولة و هياكلها.
و نوه إلى ان انتصار الرئيس لابنه و شق نجله جعل البلاد تعيش أزمة بين مؤسساتها الدستورية فلا الشاهد يقبل بدور الوزير الأول كما يريد له الرئيس و المحيطون به و لا الباجي يريد ان يقتنع بحجمه المتواضع دستوريا أي رئيس بصلاحيات محدودة قانونيا…
هاجر و أسماء