- هل يلتقط الشاهد الرسالة الأخيرة للباجي…؟؟؟
تونس – “الوسط نيوز” – كتب : قيس بن سليمان
احتضن قصر الرئاسة بقرطاج صباح اليوم موكبا ألقى خلاله رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي خطابا مطولا كان بمثابة التشخيص “لأمراض” تونس التي تنذر بتداعيات خطيرة لم يعد ممكنا مواجهتها بالصمت مستحضرا الكلمة التي ألقاها المرحوم علي البلهوان الذي قاد مظاهرة 9 أفريل 1938 “كفى لعبا أن البلاد مريضة” !
الجبهة الوطنية
بدأ الباجي قائد السبسي المسكون بالتاريخ خطابه بالتذكير بالظروف التي عاشتها تونس خلال معركة التحرير و خاصة الاستقلال الداخلي و التام و انتخاب المجلس القومي التأسيسي سنتي 1955 و 1956 مذكرا بالوصفة السحرية لبناء الدولة التي جسدتها مقولة الزعيم الحبيب بورقيبة “الوحدة الصماء” و التي ترجمتها قائمات الجبهة الوطنية التي شارك فيها الحزب الحر الدستوري و الاتحاد القومي للفلاحين و اتحاد الصناعة و التجارة و الاتحاد العام التونسي للشغل.
و الواضح من خلال استحضار الرئيس لهذه التجربة أنٌه يلمح للمبادرة التي يبدو أنٌه سيعلن عنها قريبا بعد مؤتمر نداء تونس و هي الجبهة الوطنية التي ستجمع القوى الوسطية في مواجهة حركة النهضة و حليفها حزب تحيا تونس فتأكيد الباجي قايد السبسي على مفهوم الوحدة الوطنية في هذا التوقيت بالذات لا يمكن ان يكون مجانيا.
النهضة و الحكومة في الزاوية
لم يفوت الرئيس الفرصة لحشر حركة النهضة في الزاوية من خلال التأكيد على مدنية الدولة و المساواة بين الجنسين التي نص عليها الدستور و ضرورة احترام الدستور و الموافقة على مبادرة المساواة في الإرث التي ترفضها حركة النهضة التي كان لها الدور الأكبر في كتابة الدستور الذي ينص على المساواة كما حمل النهضة مسؤولية الثغرات التي وردت في “أحسن دستور في العالم” و الذي يفسٌر الكثير من أسباب ضعف أجهزة الدولة و وهنها لذلك دعى الى تنقيح الدستور لإنقاذ تونس و هذا ضمنيا إدانة لحركة النهضة التي كانت الفاعل الرئيسي في كتابة الدستور.
كما حمّل الرئيس الباجي قائد السبسي حكومة النهضة مسؤولية التدهور الذي تعيشه البلاد من خلال تقديم بعض الأرقام المفزعة منها نسبة التضخم 7,8 و العجز التجاري 19,1 و العجز الطاقي 6 مليار كما ذكر بعدم احترام الشٌاهد و حركة النهضة للدستور في التغيير الوزاري الأخير الذي لم يمر برئاسة الجمهورية.
الباب المفتوح
لكن ما يلفت الانتباه أن الرئيس الباجي قائد السبسي ترك الباب مفتوحا لعودة الشٌاهد إذ قال أن السياسة ليس فيها عدو و لا صديق دائم كما أكد على ضرورة الوحدة الصماء و الدولة المدنية و تجاوز الخلافات الظرفية و الواضح أن المقصود بهذا هو يوسف الشٌاهد.
فالمعلومات التي حصلت عليها “الوسط نيوز” تؤكد أن الرئيس الباجي قائد السبسي يريد أن يجعل من مؤتمر حركة نداء تونس في 6 أفريل القادم فرصة لإطلاق مبادرة لتجميع القوى الوسطية في جبهة واسعة لمواجهة الاسلام السياسي الذي تمثله حركة النهضة وأنصارها في الأنتخابات القادم .
فهل ينجح الباجي قائد السبسي في هذا المسعى ؟