تونس – “الوسط نيوز” – كتب : قيس بن سليمان
مثلما أشارت “الوسط نيوز” قبل أيٌام تأكد إلتحاق منذر الزنايدي الوجه الدستوري البارز و أحد أهم وزراء نظام بن علي و أكثرهم شعبية بقيادة نداء تونس خلال الساعات القادمة.
و رغم التكتم الشديد و عدم صدور أي بيان رسمي في هذا السياق علمت الوسط نيوز أن الزنايدي سيكون له موقع بارز في قيادة الحزب و تركيز الهياكل في الجهات بعد أن أغلقت تقريبا معظم مقرات الحزب في الجهات و استقالة أو انسحاب الذين صنعوا ديناميكية الحزب في الثلاث سنوات الأولى ( 2012-2014) قبل أن يصاب بحالة من التفكك و يتحوٌل الى شظايا و أحزاب صغيرة أخرها تحيا تونس الذي خرج هو الاخر من رحم نداء تونس في الجزء الكبير منه.
الزنايدي رجل المرحلة
نظريا يمكن أن يكون منذر الزنايدي هو رجل المرحلة و” الطبيب ” الذي قد يجد الوصفة الملائمة لعودة الحزب الى الواجهة ، فمنذر الزنايدي له شعبية واسعة في الإدارة التونسية إذ تنقل بين أكبر الوزارات من التقل الى السياحة و التجارة و الصحة وله شعبية كبيرة بين جماهير الترجي الرياضي و هو من الوزراء القلائل زمن بن علي الذين كانوا يخصصون يوما في الأسبوع لاستقبال المواطنين و يساعدهم على قضاء مشاغلهم كما يحتفظ بعلاقات احترام كبيرة مع النقابيين و حتى أطراف في المعارضة .
كما يملك منذر الزنايدي شبكة واسعة من العلاقات في الجهات من للجنوب الى الشمال الى الوسط و خلال سنوات طويلة من العمل الحكومي حافظ منذر الزنايدي على تواضع كبير لم يمكن يملكه إلا قلٌة من وزراء بن علي.
وَ مِمَّا يعزز رصيد الزنايدي من الثقة هو عدم انخراطه في آي تجربة حزبية طيلة الثماني سنوات الأخيرة على عكس معظم وزراء بن علي الذين “تجولوا” بين المبادرة و الحزب الدستوري الحر و نداء تونس و المشروع… و هذه نقطة تحسب لمنذر الزنايدي و تمنحه الكثير من المصداقية.
و لكن… !!!
هذه النقاط الإيجابية في رصيد منذر الزنايدي ستصدم بمجموعة من المعطيات من أبرزها بعض القادمين من الرافد اليساري مثل رضا بالحاج الذي عبّر مؤخرا عن عدم رضاه عن إلتحاق الزنايدي و كذلك آخرين مثل عبدالستار المسعودي و غيرهما الذين لن يرضوا ب“إفتكاك” الزنايدي للنجومية و الزعامة بعد الرئيس الباجي قائد السبسي فلن يكون الزنايدي في طريق مفتوح لإعادة هيكلة الحزب فستصله “نيران” صديقة من حافظ قائد السبسي و خاصة المحيطين به مثل عبدالرؤوف الخماسي و سفيان طوبال و أنس الحطاب الذين سيعملون على توظيف الزنايدي و التأثير عليه و استغلال علاقاتهم القديمة “التجمعية” معه.
و يبقى الموقف من حركة النهضة و الاسلام السياسي محددا في حضور حركة نداء تونس في المشهد السياسي ذلك أن منذر الزنايدي “متهم” بكونه من التجمعيين الذين لا يَرَوْن مانعا في التواصل مع حركة النهضة و لم يعرف عنه أي موقف “حاد” تجاه الحزب الذي يعتبره جزء كبير من التونسيين اليوم مسؤولا مع الذين تحالفوا معه على ما تعيشه تونس.
فهل ينجح منذر الزنايدي المعروف بلطفه و تواضعه و في ذات الوقت صرامة عند الحاجة… في المشي على حقول الألغام في نداء تونس ؟