
.هناك عملية اختراق ثابتة في عملية قفصة…..
حول تواصل التضارب في الروايات فيما يخص احداث قفصة التي يعود تاريخها الى 27جانفي 1980 ادلى العسكري السابق محمد علي العماري واحد المشاركين في احداث الهجوم على قفصة في تصريح خص به “اونيفار نيوز” بعض التفاصيل عن هذه المعركة التي تعيدنا الى مربع الهجوم الارهابي على بن قردان في 2016 .
من بين المعطيات التي كشفها العماري الذي كان منخرطا بوحدات فیلق 31 للمصفحات، وممن عاینوا عن قرب ھذه الحادثة الأليمة التي جدت یوم الأحد 27 جانفي 1980 على الساعة الثانیة صباحا ان المجموعة المسلحة المتكونة من قرابة 48 مسلّحًا أو اقل (تقریبا عدد المدانین من طرف المحكمة)، قامت بمهاجمة مراكز الأمن من شرطة وحرس وطني داخل المدینة بالتوازي مع ذلك قامت بالھجوم على ثكنة الھادي خفشّة التي تقع وسط المدینة. وكانت آنذاك شبه خالیة من وحدات الفیلق 11 للمشاة، اذ كانت منشغلة بمھمّة دوریة بالصحراء بالجنوب التونسي لمدّة شھر. وعليه لم یكن موجودا فیھا أثناء الھجوم غیر فصیل للحراسة وآخر للقیادة والمصالح وكذلك فصیل تابع لفوج الشرف كانوا في طریقھم إلى العاصمة بعد مھمّة استقبال الرّئیس بورقیبة في مدینة توزر.
أما ثكنة أحمد التلیلي التي تقع على أطراف المدینة لم یكن موجودا فیھا ساعتھا إلا حوالي 300 من المجندین الجدد، كانوا تحت تأثیر تطعیم (تي. أ. بي) وھو تطعیم إجباري لكل مستجدّ ویستوجب راحة بـ 48 ساعة .
وبالتالي واقعيا تم اقتحام الثكنتین من قبل المجموعة المسلحة بعد معركة ضاریة بینها و بین الحراس أُستُعمل فیھا السلاح الأبیض والناري وكاتم الصوت، انتھت بإعدام الحراس رمْیًا بالرّصاص من قِبَل المھاجمین وسقوط قتلى وجرحى من الجانبین.
اخطر من ذلك تمكنت المجموعة المسلحة -عبر اختراق أحدھم الذي سبق وان قضى الخدمة العسكریة داخل الثكنة المستھدفة_ من استخراج كمیات من السلاح الخفیف و الذخیرة لكن عجزت عن استعمالها لاسباب فنية.
ومثلما استفید من روایة من بعض الناجین فیما بعد ، فإنّ المجموعة المھاجمة لثكنة أحمد التلیلي ومراكز الأمن، التحقت ببقیّة المسلحین داخل ثكنة الھادي خفشّة بعد ان نكلوا بالمدنيين و أغلبھم من الباعة المتجوّلین حسب ما تبیّن من سیاراتھم المھشمة والمحمّلة بالبضائع. اكثر من ذلك قام المسلحون بضرب حافلة جزائرية في طریقھا إلى طرابلس بقذائف RPG واستخدامھا كحاجز واستعمال ركابها كرهائن. كما عمدوا من جھة أخرى إلى قتل كثیر من المواطنین ممن امتنعوا عن حمل السلاح معھم والالتحاق بصفوفھم لإنجاز “الثورة” حسب زعمھم.
وفي حدود الساعة الثامنة صباحًا ساق المھاجمون كل من في الثكنة (حوالي 300 مجند) إلى معھد ثانوي قریب حیث تم احتجازھم كرھائن في قاعة ریاضیة .
وفي حدود الساعة الحادیة عشرة وصلت وحدتان من فوج 33 لمدرّعات الاستطلاع بقیادة المقدم آنذاك الطاھر بوبكر من مدینة القصرین التي تبعد حوالي 125 كلم شمال غرب قفصة. ليتم أثر ذلك تطهير الثكنات والمعهد الثانوي حيث كان يتواجد
المسلحون وقرابة 300 جندي اعزل من السلاح كرھائن.