-
قررت الشخصيات الرئيسية الثلاث المحركة للديوان الرئاسي ترك رئيس الجمهورية بسبب طبيعة شخصيته الانطوائية.
-
رشيدة النيفر و نادية عكاشة و سنية الشربطي، النسوة الثلاث اللاتي يأتمرن بأوامر يوسف الشاهد و سليم العزابي.
مائة يوم من التواجد في قصر قرطاج وإدارة شؤون الدولة كانت كافية لفضح أوجه القصور و سوء التنسيق بين مختلف هياكل الديوان الرئاسي و الاخفاقات العديدة التي وقع تسجيلها خاصة لدى رئيس الجمهورية نفسه و أساسا فيما يتعلق بالجانب الاتصالي.
في البداية لا يمكن أن يكون خروج العناصر الثلاثة المكونة لنواة الديوان الرئاسي، في نفس الوقت، من قبيل الصدفة بل إنه دليل على وجود عدم ارتياح و مشكل عميق و جدّي.
المتمعن جيّدا يدرك أن الخلاف يتجسد بين الثلاثي المتكوّن من طارق الطيّب مدير الديوان الرئاسي و عبد الرؤوف بالطبيّب الوزير المستشار لرئيس الجمهورية و طارق الحنّاشي مدير المراسم في القصر الرئاسي مقابل الثلاثي النسوي المتألف من رشيدة النيفر المستشارة المكلفة بالاعلام برئاسة الجمهورية و نادية عكاشة المديرة الجديدة للديوان الرئاسي و سنية الشربطي المسؤولة عن قسم الشؤون الاجتماعية.
إذا كان الثلاثي “المذكّر” المتكوّن من ديبلوماسيين مهنيين بقيادة عبد الرؤوف بالطبيّب باعتباره صديق حميمي لقيس سعيد فإن الثلاثي النسوي المقابل يتألف من الصحفية رشيدة النيفر التي دخلت قصر قرطاج بعد مقابلتها الشهيرة التي أشادت بها لقيس سعيد و نشرها بجريدة “الصحافة” في أكتوبر 2020.
و بالعودة لنادية عكاشة فهي المقربة من سليم العزابي الأمين العام لحركة تحيا تونس وسنية الشربطي القريبة جدّا من رضا لينين الذي يعتبره البعض سبب نجاح قيس سعيد في الانتخابات.
بدأت شفرة الرموز تنكشف للعيان فيما يتعلق بخفايا وخبايا ادارة شؤون الدولة وقصر قرطاج. الأمر الذي ظهر مع استقالة عبد الرؤوف بالطبيّب و ما تبعها من انتقادات لا سيما تصريح النيفر ورد بالطبيّب الذي هددها بالخروج عن واجب التحفّظ في حال لم تكف عن قذفه و اتهامه.
القارئ الجيّد للأحداث و خاصة الصراع القائم بالديوان الرئاسي يرى دور تحيا تونس التأثيري بقيادة كل من يوسف الشاهد و سليم العزابي.
مع ذلك، فإن المثير للاستغراب هو سلبية قيس سعيد وموقفه وإدارته لشؤون البلاد، و هو ما يراه المقربون منه الذين يعتبرون أنه فقد بوصلته في ادارته لمهمته.
زد إلى ذلك فإن قائمة جدول أعماله تكاد تكون خاوية خالية فهو شبه منغلق على نفسه دون أي انجاز ملموس في 100 يوم التي قضاها في القصر.
دون ذكر الشعار الذي يحمله “الشعب يريد” و مناداته و مناشدته للقضية الفلسطينية و الرسائل المزخرفة بالخط العربي مع الأوسمة التي تعطى للزوّار الكبار و الصغار، و هو الامر الذي اكتفى به قيس سعيد منذ أن وطأت قدماه القصر الرئاسي.
عنصر آخر يكاد يكون مسكوت عنه ألا و هو الدور الذي لعبه نوفل سعيد شقيق الرئيس، الذي حاول أن يكون من ضمن الحرّاس الشخصيين لرئيس الجمهورية لكن تمّ ثنيه من قبل مستشاريه الذين غادروا القصر حاليا.
لا يمكن أن نتغافل عن أن رئيس جمهوريتنا تحرّكه 3 شخصيات رئيسية من حاشيته، ففي بعض الأحيان يكون تحت تأثير يوسف الشاهد و مرّة بايعاز من شقيقه و تارة بكلمة من رضا المكي “لينين”، دوم أن ننسى العلاقة التي تربطه بنزار الشعري و التي لا أحد ينكرها.
بعد ما تمّ ذكره من معلومات، سؤال واحد يبادر إلى أذهاننا ألا و هو هل سيصمد قيس سعيّد ضدّ الضربات التي يواجهها من كل صوب و يكون قادرا على القتال على عدّة جبهات، خاصة وأنه تقريبا ظلّ بمفرده بعد أن هجره فريق ديوانه المقرّب إليه…!؟
في انتظار ما ستفرزه الأيام القليلة القادمة من أخبار قد تقلب كل المعادلات و تعيد ترتيب البيت.
منقول عن النص الفرنسي