-
السيكلن (cycline) مع الازيتروميسين (azythromycine) هي الوصفة الناجحة
مثّلت هذه الوثيقة موضوعا لتبادل الأفكار بين باحثين من مجالين مختلفين و هو ما مكنهما من خلق حالة من التآزر الفكر و المنهجي.
كما مثلت في نفس الوقت موضوعا للنقاش مع مجموعة من المختصين في هذه المسألة. إذْ من الواضح أن الوضع الحالي، في مختلف البلدان، يطلب تقديم وجهات نظر جديدة للعاملين في القطاع الطبّي و المسؤولين الذين علقوا في دوامة صنع القرار خلال هذه الفترة الحرجة التي لم تشهدها أجيالنا قط. إذْ يتميز وضعنا الحالي بـ:
1. حجر صحّي غير محدد في المدّة والذي يمكن أن يعدّ بالشهور وليس بالأسابيع بالنسبة لبعض صانعي القرار.
2. ممانعة، في بعض الأحيان، من قبل السكان ورفض احترام إجراءات الحجر الصّحي.
3. تدخّّل علاجي وفق بروتوكول الهيئة الوطنية للتقييم والاعتماد في المجال الطبّي في المستشفيات فقط. هذا ما سيرفع من المخاطر جراء خوف الناس من المسار الاستشفائي و هو ما سيساهم في ارتفاع نسبة عدم الإبلاغ.
4. ضعف الوسائل العلاجية الموضوعة تحت تصرف القطاع الطبي العام والخاص في الخطوط الأمامية لرعاية المرضى المتنقلين الذين يعانون من علامات موحية فقط.
5. صعوبات في توريد الأدوية والأجهزة الطبية ووسائل التشخيص والوقاية والعلاج نظرا للطلب الدولي الكبير.
لذلك من الضروري بالنسبة لنا الآن الاستعداد لمختلف خطط إدارة الأزمة، والخروج منها، وذلك من أجل تحقيق تواصل مهني. فالخروج من الأزمة يجب أن يأخذ بعين الاعتبار الأبعاد الجغرافية و الديمغرافية و الاقتصادية و الصناعية و السوسيولوجية و الدولية بالإضافة إلى توفر وسائل التشخيص و العلاج.
و من بين المجهودات الأساسية التي يجب بذلها خلال هذه الفترة، توفير بدائل علاجية من أجل تلبية احتياجات السكان وانتظارات أطباء الرعاية الأولية (العلامات السريرية المعتدلة، الأشخاص على اتصال مع مرضى +COVID…).
و في الوقت الحالي تتمثل المنهجية الوحيدة في علاج الفيروس، في تونس، في تقديم وصفة الهيدروكسي كلوروكين و الأزيثروميسين في المستشفيات. وهذا العلاج، القائم على الملاحظة وليس على دراسات مؤكدة، لا يمكنه الإجابة على احتياجات الحالات المذكورة أعلاه.
بالتالي ما هو الموقف العلاجي الذي يجب اتخاذه، عند مواجهة الحاجة إلى العناية بالبيئة المباشرة (المهنية أو العائلية) لمريض أو شخص توفي بسبب COVID-19؟ ما الوصفة التي يجب تقديمها لأشخاص بدت عليهم أعراض المرض لكن شدّتها لا تتطلب نقلهم إلى المستشفى؟ هل نتركهم في حالة من الفوضى والخوف؟ ما الذي نقدمه لطبيب الرعاية الأولية في القطاع العام أو الخاص لإدارة مثل هذه الحالات؟
من خلال البقاء في نفس المنطق العلاجي المعتمد في تونس، يبدو لنا أنه من الممكن تحديد بديل يسمح بإيجاد حل لمثل هذه المواقف. ففي الواقع، ليس هناك مشكلة في توافر الأزيثروميسين وفي وصفه من قبل الأطباء في القطاعين العام والخاص. هذا في مقابل الهيدروكسي كلوروكين الذي يكون مخزونه محدودًا ويتطلب مراقبة معينة تحد من استخدامه في الحالات المتنقلة.
من حيث ميكانيزمات الفعل، يعمل هذا المنتج، على الأرجح، من خلال قدرته على تثبيت وإدخال أيونات الزنك (++Zn) في الخلية، مع العلم أن هذا الأخير له قدرة مثبتة كمضاد للفيروسات من خلال تثبيط تكرار الفيروس. ويعمل الكلوروكين كزنك أيونيوفور، لأن أيونات ++Zn بالكاد تعبر جدار الخلية بسبب طبيعتها المحبة للماء والطبيعة الرافضة للماء لجدار الخلية.
من المحتمل، أنه على هذا الأساس، تربط التجربة الأمريكية مكملات الزنك بزوج الهيدروكسي كلوروكوين-أزيثروميسين. كما تم معاينة نفس هذه الميكانزمات في حالة السيكلين الذي يعمل على الإرحال الأنيوني للمعادن بما في ذلك الدوكسيسايكلين. كما تجدر الإشارة إلى أن الدوكسيسيكلين يستخدم أيضًا في الوقاية من الملاريا (صدفة أم أن هناك صلة بميكانيزمات عملها؟).
ليس من التقليدي ربط اثنين من المضادات الحيوية البكتيرية التي لها ميكانيزمات عمل مماثلة بحيث تعمل على تثبيط تخليق البروتين (السيكلين و الماكروليد)، ولكن بما أنها مسألة تثبيط للنسخ الفيروسي الذي لم نتمكن بعد من فهم ميكانيزماته والذي مكن أن يكون، على الأرجح، مزيجًا من الفيروسات والبكتيريا، في نهاية الأمر، بالتالي يجب ألا نحرم أنفسنا من سلاح محتمل قد يكون مفيدًا.
إن الوصول إلى مرحلة الإنعاش هو ما يجب تجنبه، “فعاصفة السيتوكين” التي تسببها قد تكون قاتلة ولا يمكن السيطرة عليها.
يمكن تنفيذ هذه الاستراتيجية مبدئيا على المرضى في القطاعين العام والخاص، مما يجعل من الممكن توسيع نطاق العلاج و تخفيف الضغط على الهيدروكسي كلوروكين، الذي يخضع إمداده للتوتر ويتطلب استخدامه مراقبة خاصة (و لا سيما تخطيط القلب قبل تقديمه للمريض و في اليوم الثاني).
ما ننصح به بالنسبة للمرضى الحاملين لعوارض توحي بالإصابة بفيروس COVID-19 أو بالنسبة للأشخاص المتواجدين في بيئة المريض، هو تقديم وصفة السكلين لمدة عشرة أيام مرتبط بالأزيثروميسين (500 مغ في اليوم الأول ثم 250 مغ في اليوم للأربعة الأيام التالية و ذلك وفقًا لبروتوكول الدكتور راولت)”.
كما يمكن تعزيز هذه التركيبة بمكمّلات الزنك. إذْ أثبتت فرق بحثية فرنسية وأمريكية مؤخرا أن العديد من الوفيات مرتبطة باضطرابات الإرقاء التي تؤدي إلى انسداد رئوي مميت في كثير من الأحيان.
و لذلك من المستحسن كإجراء وقائي تكملة هذا البروتوكول بجرعة منخفضة من الأسبرين أو الهيبارين منخفض الوزن الجزيئي. في هذا السياق، ألن يقوّي الدور المخلّب للسيكلين في وجه أيونات ++ Ca التأثير المضاد للتخثر و المنقذ للحياة؟
يمكن تنفيذ هذا البديل من قبل أطباء الرعاية الأولية الممارسين في القطاعين العام و الخاص من أجل الإجابة على الحاجة إلى تقديم العلاج المطلوب لمجموعات معينة من الأشخاص المعرضين لهذا الفيروس الخبيث دون ضهور العلامات الرئيسية التي تتطلب دخول المستشفى. و من البديهي أن يأخذ الأطباء عند تقديم الوصفة موافقة المريض بعد إعلامه بغياب دراسات تأسس لهذه المنهجية بالإضافة إلى غياب بدائل أخرى في المقابل.
من المهم الإشارة إلى أن هذه النصائح تتوافق مع مستوى معرفتنا حتى اليوم. و من الضروري متابعة النتائج التي يتم نشرها يوميًا و هو ما سيسمح للإطار الطبّي بالتكيف مع تطور المعرفة و العلوم.