-
“جيل التنسيقيات” يجرم الجميع… وله خطاب معادي الدولة…!!!
أونيفار نيوز – القسم السياسي لم تندم حركة النهضة على شيئ مثل ندمها على دعمها الكبير للرئيس قيس سعيد في الأنتخابات الرئاسية في دورها الأول ضد مرشّحها المُعْلن عبدالفتاح مورو وفي الدور الثاني الذي كان دعما معلنا ولم تكن تتصور أن هذا الرئيس القادم من مدارج الجامعة وكتب القانون الدستوري دون أي خبرة بالعمل السياسي ولا الجمعياتي سيفكك خلال أشهر فقط المنظومة التي كانت تعوّل عليها لضمان وجودها في الحكم حتى وأن خرجت من الحكومة.
فحركة النهضة منذ صعودها الى الحكم في أنتخابات 2011 التي تمت بعد شَيْطَنة مطلقة لنظام الدساترة كانت دائما غير مطمئنة لما تسميه الدولة العميقة فعملت على تحصين نظامها بمجموعة من الهيئات المدعومة بدستور كتبته على مَقَاسِهَا حتى في حال توجّت الأنتخابات رئيسا من غير المَرْضِي عنهم أو حاز حزب آخر في التشريعية لن يقدرا على فعل أي شي مادامت هناك هيئات صاغتها على مقاسها وهي خاصة هيئة الأنتخابات والمجلس الأعلى للقضاء وهيئة مكافحة الفساد الخ…
لكن الرئيس قيس سعيد أنهى هذه المنظومة بجرّة قلم فقد ألغى الدستور وهو بصدد كتابة دستور جديد بطريقته وعدّل في هيئة الأنتخابات وفي المجلس الاعلى للقضاء وأقال ولاّتها والولاة الذين تمّ تعيينهم في أطار تحالفاتها سواء مع نداء تونس الحزب الذي أندثر أو مع يوسف الشاهد الذي أنقلب على حزبه وولي نعمته الباجي قايد السبسي.
أصبحت عمليا اليوم حركة النهضة ورغم وجود بعض المسؤولين من انصارها او الموالين لها في المعتمديات والولايات خارج السلطة وفي الحقيقة لم ينه سعيد منظومة 14جانفي التي أسستها النهضة بأسم “الثورة” و”الأنتقال الديمقراطي” بل أنهى الطبقة السياسية التقليدية من أحزاب ومنظمات وجمعيات ولدت في رحم “الثورة” وبدعم اوروبي وأمريكي في سياق الترويج ل”الديمقراطية” .
فقيس سعيد ورغم أنه بلا خبرة سياسية انهى هذه الطبقة السياسية التي لم تنتج إلا الأخفاق خلال عشر سنوات وأصبحت عبئا على المشهد السياسي إلا أنه فتح نوافذ على المشرفين على تنسيقياته الذين يفتقدون للحد الادنى من الخبرة. و يظل السؤال إلى أي مدى يمكن أن يمضي “جيل التنسيقيات” في ظل خطاب تجريم الجميع وعدم أعتبار رموز الأستقلال وبناء الدولة فخطاب أنصار الرئيس يذكرنا بالخطاب الذي ساد أول أشهر سقوط النظام السابق وهو خطاب معادي للدولة ورموزها ولعل ما يثير السؤال أيضا أن سعيد الى حد الآن لا يتبنى هؤلاء ولا الأحزاب التي تدعي الأرتباط به.
فإذا كانت المنظومة القديمة قد أنتهت عمليا وسقطت شعبيا وسياسيا فإن المستقبل غير واضح المعالم. فأي مستقبل لتونس مع دستور جديد و نظام أنتخابي جديد لا نعرف طبيعة القوى السياسية التي سينتجها لتشكيل البرلمان القادم…!؟
أونيفار نيوز