في علاقة بالجدل الذي احدثه مسلسل الفلوجة اعتبر الباحث في علوم التربية علي الفالحي انه وبعيدا عن سردية التخوين والمؤامرات، فان المشهدية الاعلامية لعصابة آل فهري تساهم منذ عقود في اغتصاب الفضاء الرمزي العمومي، لتضرب كل الرموز الاجتماعية التي اولها المعلم والاستاذ ومن ورائهما المدرسة باعتبارها مؤسسة اجتماعية تقوم على تربية الناشئة لتحولها الى فضاء للرذيلة والجنس والمخدرات، انه زمن المسخ الاعلامي، دور الاعلام ليس نقل الواقع بل هو تجريده والسمو به الى الفضيلة وليس النزول به الى الرذيلة!
وزارة التربية ساهمت في هذه الجريمة البشعة من خلال ابرامها لعقد مع عصابة دراما المخدرات مقابل فتات من التجهيزات، وتتحمل الوزارة عبء وتبعات هذه الجريمة! ان الهدف من هذه المسلسلات المائعة هو استبطان الاطفال والشباب لمعايير هدامة وقاتلة وفاتكة بالمجتمع، فيتحول الاستاذ الى كراكوز والمدرسة الى فضاء لشرعنة الجريمة! المدرسة التي تقوم على معايير الانضباطية تتحول الى فضاء مطبع مع معايير الدعارة والزطلة والعنف والجنس… وهكذا تتسرب هاته المعايير الى الاسرة والى بقية الفضاءات الاجتماعية… تتحمل الدولة مسؤولية حماية اطفالها وشبابها لوحدها.
ذلك ان الدولة ليس مجرد مؤسسات رسمية بل هي معايير وقيم رمزية مبثوثة في لا وعينا الجمعي، لذلك على الدولة حماية نفسها من هاته المواخير الاعلامية وتحمي الفضاء العام من حالة المسخ وشرعنة العنف والبذاءة….
Entrer
Écrire à Manel Nouira