تونس – “الوسط نيوز” – قسم الشؤون السياسية
من الأمين باي… الى مرجان/و الماطري مرورا بمزالي/ نويرة … و بن صالح…!!
أعلن منذ أيٌام الأمين العام لحركة تحيا تونس – حزب الحكومة – أن كمال مرجان سيكون مرشٌح الحزب في الآنتخابات الرئاسية القادمة رغم نفي كمال مرجان لذلك و حسب ما علمته “الوسط نيوز” فإن هناك أتفاقيات أولية بين الأئتلاف الحاكم أو جزء كبير منه (مشروع تونس في طريق الأندماج مع نداء تونس) على المحافظة على هذا الأئتلاف بعد الانتخابات بما يسمح لهم الحصول على الكتلة الآولى في البرلمان لتشكيل حكومة يقودها يوسف الشٌاهد في الوقت الذي يخلف فيه مرجان الباجي قائد السبسي في قصر قرطاج و تتولى حركة النهضة رئاسة مجلس نوٌاب الشعب في شخص عبدالفتاح مورو أو نورالدين البحيري.
فحركة النهضة بعد تجربتها الفاشلة في الحكم سنة 2012 أصبحت تميل الى الحكم من خلٌف الستار مثلما تفعل الآن فهي الحاكم الفعلي للبلاد و ما حقٌقه لها يوسف الشٌاهد لم يحققه لها لا حمادي الجبالي و لا علي العريض فكل أوامر و تعليمات الغنوشي مرحب بها و مقبولة و لم يكذب راشد الغنوشي في حواره منذ آيام على قناة فرنسا 24 عندما قال أنٌه حاكم البلاد الفعلي و قد مر تصريحه مرور الكرام دون ان ينتبه لها أحد !
تاريخ المفاجأت يبدو أن الأئتلاف الحاكم و أنصاره من هواة البحث عن المواقع خاصة أطمأنوا مسبقا لنتائج الأنتخابات القادمة و بدا في توزيع غنائم الآنتخابات قبل حدوثها !
لكن هؤلاء الملهوفين على السلطة في الوقت الذي تسحق فيه الأزمة الآقتصادية التونسيين الذين تحوٌلت حياتهم الى كابوس و هم ينعمون بخيرات “الانتقال الديمقراطي” لم يقرأوا تاريخ تونس المبني على المفاجآت.
فمنذ عهد أخر بآيات تونس أرتبط الأنتقال السياسي في تونس بالمفاجأة ، فلا أحد كان يتصور إقالة محمد الامين باي بتلك الطريقة التي أقترحها الزعيم الحبيب بورقيبة رئيس الحكومة و وافق عليها المجلس التأسيسي و لا أحد أنتظر خروج المرحوم الهادي نويرة من القصبة لينهي حياته في ظلمة النسيان و هو الذي كانت كل المؤشرات ترشٌحه لخلافة الزعيم بورقيبة أما محمد مزالي فقد فعل كل شيء من أجل الوصول الى قرطاج بما في ذلك التحالف مع الأسلاميين للوصول الى قصر قرطاج فغادر البلاد متسللا تحت جنح الظلام و بيعت أملاكه في المزاد العلني و أنهى حياته منفيا. و قبله كان أحمد بن صالح الحاكم بأمره في البلاد صاحب الوزارات الخمس الذي تسلل عبر الحدود الجزائرية ليعيش لسنوات طويلة منفيا بين فرنسا و سويسرا.
أما في زمن بن علي و منذ عودته من سويسرا و توليه وزارة الدفاع كان حديث الكواليس يرشح كمال مرجان لخلافة بن علي قبل أن تصعد أسهم صهر بن علي صخر الماطري بدعم من المخابرات البريطانية و تنسيق مع راشد الغنوشي و محمد الغرياني لينتهي به الطموح الى المنفى في السيشال !
ذلك هو تاريخ الآنتقال السياسي في تونس أنٌه تاريخ المفاجآت و كما قال المثل الشعبي التونسي “اللي يحسب وحدو يفضلوا”
و صندوق الآنتخابات هو الذي سيكون الفيصل و قد تكون حسابات الأئتلاف الحاكم مجرٌد أضغاث أحلام !