شهدت الساحة السياسية يوم أمس تغيرات جذرية بعد إكتمال نصاب الحكومة و تسمية أعضائها بقيادة نجلة بودن ، التي كلفها الرئيس قيس سعيد بالمهمة الأصعب و هي تشكيل حكومة تونس الجديدة ، هذا ما خلق تفاعلا كبيرا من قبل الأحزاب و الناشطين في المجتمع المدني الذين عبروا عن دعمهم للتشكيلة المنتظرة..
و في هذا السياق عبر الحزب الوطني التونسي برئاسة فوزي اللومي , عن تقبله الإعلان عن تركيبة الحكومة بكل ارتياح ،مشيدا بإيجابيته وذلك يظهر من خلال تقلد المرأة التونسية العديد من الوزارات بالإضافة الى التقليص المبدئي في عدد الحقائب الوزارية ككل ، ما من شأنه إعطاء فسحة أمل للتونسيات والتونسيين بأن مستقبل تونس سيكون أفضل.
و اعتبر حزب التحالف من أجل تونس، أن الحكومة جاءت لتؤكّد القطع مع كل التقاليد المعهودة في التسميات والتعيينات التي كانت خاضعة للولاءات الضيقة ولبعض القوى السياسية والعائلية واللوبيات المهيمنة على مفاصل الاقتصاد والمال، معلنا عن دعمه للحكومة التي يُنتظر منها تسريع البت في كل ملفّات الفساد الإداري والمالي والسياسي، وضمان محاكمة عادلة لكل الذين أجرموا في حق البلاد والشعب.
أما رئيس كتلة قلب تونس أسامة الخليفي فقد أكد أن تركيبة حكومة بودن تضمّ وزراء كانوا قريبين من الحزب وآخرين لا يزالون قريبين إلا أنها تبقى حكومة غير شرعية وهي في كل الحالات حكومة الرئيس ، مشيرا إلى أنهم لا يقدرون الموقف حسب الولاءات أو الانتماءات وإنما حسب القانون والدستور.
كما رجح حزب التيار الشعبي، أن الإعلان عن التركيبة الحكومية يعد خطوة مهمة في مسار 25 جويلية واستكمالا له، مؤكدا أنه لأول مرة يتم تشكيل حكومة بعيدا عن قبضة منظومة الفساد والإرهاب، ولا تخضع للصفقات والمحاصصات والبيع والشراء الذي طبع كل الحكومات السابقة.
لكن هذه الحكومة التي تقودها إمرأة لأول مرة في العالم العربي ، لم تشهد إستحسان التونسين فقط ،بل تأييد عدة دول عربية مثل المملكة السعودية ومصر و الجزائر وغيرها خاصة وأن تونس تعد محل انظار الجميع كونها تشهد مرحلة انتقالية مقارنة بالدول المجاورة …