بقلم : فاتح الرحالي
تعيش تونس اليوم مرحلة انتقال ليس بالسلس بل بمخاض عسير يمتزج فيه ارث ثوري قديم بارث ثوري جديد..
بمعنى من أصبح له الارث الثوري منذ 2011 (حركة النهضة) و من أصبحت له الشرعية الثورية الان بفائض انتخابي جاوز 700 ألف صوت ابان الانتخابات الرئاسية منذ الدور الاول(قيس سعيد) .
الملاحظ للشأن السياسي اليوم يرى بوضوح تصاعد وتيرة الخلاف بين الطرفين وسط تبادل الاتهامات من هذا الجانب او ذاك وقد أرجع البعض رأيهم بان الفرصة على طبق من ذهب و مواتية للرئيس التونسي لقلب الطاولة على حركة النهضة و من ثمة تغيير النظام السياسي ثم حل البرلمان وصولا الى انتخابات تشريعية جديدة..
يأتي ذلك وسط تحركات رئيس الحكومة المكلف المشيشي مع المنظمات والاحزاب والكتل البرلمانية وان تبدو مفاوضات شكلية في مضمونها سيما ان القرار يمكن ان يكون اتخذ بعدم تشريك الاحزاب …
في هذا الخضم تتعالى الاصوات من هنا وهناك ابرزها تصريح الامين العام للمنظمة الشغيلة نور الدين الطبوبي الذي صعد درجة خطابه قائلا ان النقابيين مشاريع شهداء و بأن الاتحاد سد منيع امام الخيارات الاخوانية في بادرة هي الاولى من نوعها بتوصيف حركة النهضة بالاخوانية. هذا وتتخبط النهضة في داخلها وخارجها في أزمة هي الثانية من نوعها فبعد توجيه التهم اليها بصريح القول في اغتيال بلعيد و البراهمي و تحوزها لجهاز سري تواجه اليوم خطر اقتلاعها من المشهد السياسي برمته بعد فشلها مدة عشر سنوات في انهيار الاقتصاد التونسي أذكاه تصريح زعيمها البارحة راشد الغنوشي بقوله ان البلاد تواجه خطر عدم خلاص الموظفين و توقف خدمات الماء والكهرباء…
تصريح و ان كان في ظاهره يحمل وهن قائله الا انه في مضمونه يكشف تهديدا مبطنا بمعنى ان عدم تشريك حركة النهضة في الحكم هو تهديد للتونسيين والبلاد برمتها. تبقى النقطة المضيئة تصريح رئيس الكتلة الوطنية حاتم المليكي الذي دعا في لقائه برئيس الحكومة المكلف الى تحمل كل الاطراف مسؤولياتها بعد ان جرب التوافق ثم المحاصصة و بائت كلها بالفشل جازما بان الحكومة الحالية يجب ان تتحمل مسؤولياتها في تركيبتها التي وجب ان تاخذ مسافة من الاحزاب فلا البرلمان يبتز الحكومة ولا الحكومة تبتز البرلمان سيما ان المرحلة المقبلة هي مرحلة انقاذ اقتصادي بامتياز.
شد و جذب سمة الفترة الحالية و في المحصلة الصراع بين حركة النهضة ومؤسسة رئاسة الجمهورية تحركه الرغبة فيمن يستفرد بالمشهد السياسي وتحديد وجهة الخيارات القادمة للبلاد.
المنجز من عملي هو الذي يكشفني للناس و للاخرين…