-
نهاية مرنة للإسلام السياسي…!!!
لأول مرة منذ أواخر سنة 2011 و تشكيل حكومة حمادي الجبالي ذات الثمانين وزيرا تقريبا يعلن رئيس الحكومة المكلف عن تشكيل حكومة تغيب عنها النهضة باستثناء ظاهريا وزارة العدل التي أصرت النهضة على التحكم فيها… !!!! ففي كل الحكومات السابقة خلال عشر سنوات لم تغب حركة النهضة عن الحكومة بوزرائها و كتاب دولة و مقربين منها بما في ذلك حكومة مهدي جمعة التي يفترض انها مستقلة.
خروج النهضة من الحكومة بعد عشر سنوات من الهيمنة على الحكومات و التحكم في حقائب مهمة مثل الداخلية و العدل و التجارة هي خطوة أخرى مهمة للغاية في سلسلة خسارات متتالية إذ أطرد الغنوشي من الحامة رفقة والي قابس منجي ثامر عضو مجلس الشورى و هي لحظة سياسية فارقة فجهة قابس و الجنوب الشرقي يكاد يكون “مملكة نهضوية” و طرد الغنوشي من الحامة بما يمثله من رمزية يعني أنه فقد الهالة الرمزية التي تحيط به و ليس هذا فقط فقد كانت جلسة سحب الثقة منه قبل شهر نقطة أخرى أكدت ان النهضة لم تعد الحزب المهيمن على البلاد فهي تتجه نحو العودة إلى حجمها الحقيقي الذي لا يتعدى 5 بالمائة إذ حصلت على 400 الف صوت من جملة قاعدة انتخابية تصل إلى 8 ملايين.
النهضة أطرد وزرائها أيضا من حكومة تصريف الأعمال و كان بإمكان الفخفاخ الابقاء عليهم بأعتبار ان الحكومة مستقيلة لكنه أراد توجيه رسالة سياسية بأن زمن النهضة انتهى كما تمت أقالة شوقي الطبيب احد المقربين من حركة النهضة منذ أن كان في جمعية المحامين الشبان و كان لحركة النهضة دورا حاسما في اختياره لرئاسة هيئة مكافحة الفساد التي تمت إقالته منها امس كما خسرت وكيل الجمهورية بتونس البشير العكرمي المحسوب عليها وهو ما اعتبره عدد كبير من المحامين و الحقوقيين مؤشر جدي على تخليص القضاء و خاصة المحكمة الابتدائية بتونس من سطوة النهضة و تعليمات نور الدين البحيري.
ففي أنتظار الأنتخابات القادمة قد تعرف تونس في الأثناء تحولات حاسمة في المشهد السياسي تنهي الأسلام السياسي نهاية مرنة.
و هذا يحسب لقيس سعيد وهو ما لم يقم به الباجي قايد السبسي رغم انه كان مسنودا من الكتلة الأولى في مجلس نواب الشعب و حزب قوي تم تفكيكه و تفكيك كتلته لاتاحة المكان لحركة النهضة التي جاء يوسف الشاهد و منحها كل ما طلبت او ما لم تطلب .
و مثلت فترة رئاسته للحكومة ضربة موجعة لتونس و خدمة هامة لحركة النهضة التي تخلت عنه كما تفنت في القضاء على كل الذين “توافقوا” معها…!!!