أونيفار نيوز – القسم السياسي لا حديث منذ يوم امس إلا عن السيدة صاحبة الفستان الاصفر التي اقتحمت قاعة الدرس في مدينة السبيخة لتنهال بالشتائم على المعلمة التي تحلت بكثير من الصبر .
فيديو هذه الواقعة المؤسفة ومهما كانت صحة المدارك العقلية والنفسية المعتدية يكشف عن حجم السقوط الذي انتهت إليه المدرسة التونسية وهو سقوط متسارع منذ 2011 فلم نصل إلى ما تحت القاع صدفة بل بدات الكارثة بالأضرابات العشوائية والامتناع عن إجراء الامتحانات وعدم تسليم الدفاتر والإعداد والتهافت على الدروس الخصوصية كل هذا نزع عن المربي هالة القدسية التي كان يتمتع بها وخلق علاقة غريبة وعدوانية تجاههم ترجمها تلاميذ واولياء في اكثر من جهة بالاعتداء اللفظي وتعنيف المربين إلى حد إحالتهم على الإقامة في المستشفى وحول المؤسسة التربوية إلى فضاء لتبادل العنف بين التلاميذ وبين المربين والاولياء بل والتلاميذ ايضا !
إن وضعنا التربوي يقف على شفا مأساة حقيقية بعد ان كانت تونس نموذجا في العالم .
وإصلاح هذا الوضع يحتاج إلى كفاءات في علوم التربية والنفس والبيداغوجيا وعلم الاجتماع وكبار المفقدين حتى المتقاعدين منهم لخبرتهم الطويلة والابتعاد عن المزايدة النقابية والسياسية بدون هذا تونس تسير بخطى حثيثة نحو الهاوية لان المدرسة هي المستقبل !