-
هل يَقْتَنِعُ سعيد… ويستجيب لشروط صندوق النقد الدولي…!!؟؟؟
تونس – أونيفار نيوز تؤدي رئيسة مجلس الوزراء الإيطالي جورجيا مليوني اليوم زيارة إلى تونس يمكن وصفها دون مبالغة بأنها بالغة الأهمية. ذلك أن الجميع يدرك ما ظهر من أسباب هذه الزيارة و البعض مما لا يظهر و يمكن الانطلاق منه.
تاريخيا كان لإيطاليا دور ، ولو دون ضجيج ، في أهم التحولات التي عرفتها تونس بعد الإستقلال. واليوم تعتقد إيطاليا أنها في وضع اقتصادي يتيح لها أن تلعب دورا في تونس أكبر من الناحيتين السياسية و الإقتصادية مستغلة في ذلك تحالفا معلنا في هذا الشأن مع الجزائر و صراع نفوذ لا يخفى حول إفريقيا مع فرنسا و أيضا مقبولية أكبر من ” المستعمر القديم ” لدى قطاعات واسعة من الرأي العام و النخب و في محيط رئيس الجمهورية خاصة و أن ميلوني تنحدر أيضا من اليمين الشعبوي و أن الطبقة السياسية الإيطالية لا تهتم كثيرا بمسائل ذات علاقة بحقوق الإنسان و الحريات العامة التي تعتبر تونس أن الحديث عنها هو تدخل في ” السيادة الوطنية “.
و لكن ذلك لا يعني أن طريق التعاون التونسي – الإيطالي سالكة بشكل كامل لأن الهواجس الأمنية الإيطالية في علاقة بتونس كبيرة و يمكن اعتبارها إستراتيجية في علاقة بالهجرة غير النظامية التي تنامت و هي مرشحة للتنامي.
روما ترى أن الحل أمني بالأساس وأن الحديث عن مقاربة ” تنموية” في الوقت الحاضر هو ترف فكري. وهذا هو الموقف الحقيقي لكل الدول الأوروبية بل ان بعض التقارير الأمنية تشير إلى أن بعض هذه الدول يفكر في اعتماد عصابات من المرتزقة الأفارقة للقضاء على المهاجرين غير النظاميين في الصحراء وقبل وصولهم إلى الأراضي التونسية.
الجانب التونسي يبحث عن مقاربة أشمل، و قد تكون أصح، لمعضلة الهجرة غير النظامية و لكن يبدو أن ذلك لا يجد آذانا صاغية في أوروبا و بشكل خاص في إيطاليا.
هناك أيضا ملف علاقة تونس بصندوق النقد الدولي و التي حاولت فيها إيطاليا أن تكون أقرب للموقف التونسي و لكن عمليا يصعب تغيير شروط صندوق النقد الدولي و هو ما يعني أن رئيسة مجلس الوزراء الإيطالي ستعمل خلال زيارتها لتونس إلى إقناع قيس سعيد بالاستجابة لشروط صندوق النقد الدولي أو أنها تملك مصادر تمويل لعجز المالية العمومية التونسية و هو أمر يبدو صعبا .باختصار زيارة ميلوني إلى تونس مفصلية لأنها قد تزيد في تعميق التقارب بين تونس و روما أو يمكن أن تخلق هوة بين البلدين.
أونيفار نيوز