- ملف الإعلام هو الملف الابرز لفشل منظومة 7 نوفمبر…
نشرت اونيفار نيوز تعقيبا لعبد الوهاب عبد الله ينفي فيه مسؤوليته عن التعتيم على جنازة الزعيم بورقيبة محملا المسؤولية للرئيس زين العابدين بن علي ولعبد العزيز بن ضياء رحمهما الله ولأنهما لا يستطيعان الردّ عليه أقول بأن عبد الوهاب أشرف على ملف الإعلام منذ أن استلم ابن علي السلطة إلى خروجه منها وحتى الذين تم تعيينهم لمّا عيّن وزيرا أو سفيرا فإنهم كانوا يعودون إليه في كل صغيرة وكبيرة، ملف الإعلام هو الملف الأبرز لفشل منظومة السابع من نوفمبر إذ أقامها عبد الوهاب عبد الله على أعمدة أربعة:
1) وكالة الاتصال الخارجي التي كانت تمثل الذراع المالي لعبد الوهاب ومن خلالها يجنّد الصحفيين في الداخل والخارج ولم تكن هنالك أي مراقبة للوكالة لأنها تعود بالنظر رأسا إلى رئاسة الجمهورية فعن طريقها نشرت المقالات المأجورة في الصحف الأجنبية وكذا الكتب التي تمجّد النظام كما مثلت الوكالة العصا الغليظة لتأديب كل متنطع في المؤسسات الصحفية التونسية عبر قطع الإشهار .
وقد سبق أن اشتغلت في الوكالة وعاينت عن قرب أسلوب تسييرها إلا أن وجودي كان غير مرحب به لنقدي الشديد لنشاطاتها ولنوعية الصحفيين الذين تتعامل معهم فلم يطل مقامي بها وسرعان ما تم إرجاعي إلى وزارة الثقافة.
2) التعيينات في الإعلام كانت تتم عن طريق الولاءات وليس الكفاءات وأذكر هنا حالة زهير القمبري عضو مجلس شورى حركة النهضة الذي ألقي عليه القبض وأصدر في شأنه الغنوشي بيانا في جريدة المستقبل في 8 ديسمبر 1980 يطالب بإطلاق سراحه يعين مديرا لجريدة الصحافة والحال أنه كان من المفروض أن يتم استبعاد الإخوانجية حتى الدرجة الثالثة من الإعلام والتعليم والأمن والجيش فكان أن أعلمت وزير الداخلية السيد محمد بن رجب بالموضوع فتم استدعاء زهير وقد شاهدته في مبنى الوزارة وبعد مدّة سألت السيد البشير المجدوب عن مآل الموضوع فقال لي إن عبد الوهاب أمر بإغلاق الملف، لينتقل بعدها زهير إلى التلفزة ومنها إلى رئاسة ديوان وزير الإعلام.
3) الاعتماد على المخبرين من الصحفيين والمنظفين والعملة في نقل كل شاردة وواردة فما يحدث في أي مؤسسة يبلغ عبد الوهاب حالا بحيث لم تكن تخفى عليه أي خافية.
4) اختلاق الأعداء الوهميين حتى يبرّر بقاءه في السلطة ويقدّم نفسه حاميا للرئيس ومدافعا عن نظامه فكان أن اختلق أسماء قَدْرُها في سوق السياسة والمعرفة بالفلسين مردود من نوع ابن بريك وابن سدرين وعبو وغيرهم ممّن تفنن عبد الوهاب عبد الله في الإساءة إليهم بما كان ينشره في جريدة الإعلان وفي غيرها لدفعهم إلى الرفع من نبرة العداء للرئيس وهو ما حصل فعلا معهم ومع رابطة حقوق الإنسان وجمعية الصحفيين كل ذلك للمحافظة على موقعه وبطبيعة الحال أعانه في ذلك ضعاف النفوس والانتهازيون وهم كثر في بلدي.
بعد كل هذا لا يمكن أن يصدق عاقل أن عبد الوهاب لا دخل له فيما حدث من تعتيم على جنازة الزعيم فهو يتحمل المسؤولية كاملة وهو الذي أمر بكل صغيرة وكبيرة حدثت أيامها، والذي أعلمه جيدا أن الرئيس بن علي رحمه الله لم يكن يتدخل في الملفات إن عهد بها إلى أحد وأذكر أنه رفض التدخل في قرارات اتخذتها لمّا منعت بعض الكتب من الرواج، وفي المحصلة لم يفتح لحد الآن ملف الإعلام في عشريتي الرئيس السابق ولم يتجرأ أي صحفي على الحديث عن الدور الفظيع الذي قام به عبد الوهاب عبد الله حتى تصل البلاد إلى ما آلت إليه أوضاعها قبل 2011 هذا إذا استثنينا الأستاذ عبد الجليل بوقرة الذي تحدث بوضوح وصراحة عن الفترة التي تولى فيها إدارة جريدة الصحافة في حديث له نشر في جريدة آخر خبر العدد 16 بتاريخ 23 أكتوبر 2012.