رد الكاتب العام للنقابة المستقلة لمهن الفنون الدرامية على منتقديه من الفنانين الذي أدانوا حضور عبير موسي الأجتماع الذي عقدته النقابة مؤخرا وأكد أن الأجتماع كان علنيا وليس سريا ولم يكن في بيتها ولا في مقر حزبها كما فعل الذين غنوا و رقصوا في بيت الغنوشي مشيرا إلى أن المعركة ضد الأرهاب وضد وجود أتحاد القرضاوي مشتركة تلتقي فيها النقابة مع الحزب الدستوري الحر وعلى باقي مكونات المشهد الثقافي والسياسي أن تستفيق وأن تتوقف عن المزايدات وأن تعي بأن الأرهاب ومن يجمله ويدافع عنه وهو الخطر الحقيقي.
وهذا ما كتبه العروي:
بعيدا عن المزايدات وخطاب القيل والقال فاننا نود هنا الرد والتعقيب على عدد من الزملاء الفنانين ممن ساءهم حضور النائبة عبير موسي في اجتماعنا الاخير والتي تدخلت وتكلمت بصفتها النيابية لا الحزبية …نود الرد على كل الذين احتجوا على حضورها واعتبروه تشويها لاجتماع نقابة مستقلة وتشويشا على مطالب الفنانين وتوظيفا لا مبرر له لمحنة الفنانين لغايات سياسية انتخابية وتسويقا دعائيا للحزب على انه حزب منتصر للفن وللثقافة واهلها…….
الى كل الذين ساءهم ذلك ، الى المسرحيين الأحرار و الشرفاء مناضلي الامس و اليوم و إلى بعض المتمسرحين ثوار ربع الساعة الاخير نقول ونوضح مايلي…
1 – نحن لم ندع عبير موسي لحضور الاجتماع ولم نوجه لها دعوة رسمية لا شفوية ولا مكتوبة وقد تفاجانا بحضورها وبخطابها المساند للفنانين في محنتهم وهو من باب رد الجميل في الواقع ، باعتبار مساندة الفنانين لفكرة غلق مقر اتحاد علماء المسلمين وهو فرع وهابي من اصل ارهابي خطير على الدولة المدنية ويراسه كما هو معلوم الداعية الوهابي يوسف القرضاوي ، وقد رات السيدة عبير موسي انه من واجبها اسناد الفنانين باعتبار هذا الوعي المشترك بضرورة كنس كل ما يشكل خطرا على الدولة المدنية ومكتسباتها….اذن نحن هنا امام حركة وعي مشتركة التقت حول فكرة واحدة …..
2 – عبير موسي حضرت بصفتها نائبة شعب عن دائرة تونس 1 وقد انتخبها سكان هذه الدائرة لتمثلهم ولتكون صوتهم في مجلس نواب الشعب ولهم عليها حق ومن واجبها ان تتبنى كل قضاياهم وان ترفعها الى مجلس نواب الشعب سواء كانت قضايا اجتماعية او ثقافية او رياضية.. ونحن لا نرى مانعا في التواصل مع نواب الشعب بقطع النظر عن مرجعيتهم الفكرية و الايديولوجية وانما نتعامل معهم كسلطة تشريعية لها كل صلاحيات التشريع ونحن كفنانين في حاجة الان الى هذه السلطة لترتيب وتحيين النصوص القانونية المنظمة للقطاع .. وهنا نسال بشكل عقلاني بعيدا عن الميولات العاطفية ، ما المشكل في ان يتبنى احد ممثلي السلطة التشريعية وكتلته
قضايا الفنانين ومطالبهم السنا حقا في حاجة الى اسناد نيابي .. ولا اقول حزبي ولا سياسي ، السنا في حاجة الى من يرفع صوتنا عاليا .. ويوصله بالتالي الى مجلس الشعب .
نحن كفنانين لا ننتمي للمباني الحزبية وانما ننتمي للمعاني والافكار الكبرى المتعلقة بالحريات وحقوق الانسان والعدالة الاجتماعية … وكرامة الفنان وحريته من صميم هذه الافكار الكبرى وهي افكار لا تستدعي انتماءات حزبية ضيقة وانما تستدعي اخلاصا حقيقيا ووعيا عميقا بضرورة النضال من اجل ترسيخ هذه القيم والمبادئ دون مزايدات ودون تخوين للمختلفين معنا ودون ادعاء لبطولات زائفة……..
4 – نحن لم نذهب الى عبير موسي ولم نقصد حزبها ولم نرقص ولم نغن في بيتها كما رقص الراقصون وكما غنى المغنون في بيت الشيخ ولا احد احتج او تكلم وقتها …. بل هي التي جاءت الى بيتنا النقابي وعرضت خدماتها بصفتها نائبة شعب وهو ما اكدته بنفسها وقالت بان ذلك من صميم واجباتها النيابية … لم نكن في جلسة سرية في غرف مظلمة او خلف الأبواب نتدبر امر بليل ، بل كنا في اجتماع نقابي مفتوح نرحب فيه بكل من وفد علينا لمساندتنا ولا نطرده مهما كانت صفته ما دامت النوايا نبيلة وطيبة وغير تسويقية وغير دعائية وغير انتخابية مع العلم اننا لسنا في فترة انتخابية حتى نسيء الظن بالنوايا….
لم نخطئ ولم نقترف ما يدعونا للاعتذار وعلى ثوار ربع الساعة الاخير و مناضلي الحائط الأزرق، ان يستفيقوا من غيبوبتهم فقد طالت ولا مجال اليوم لبطولات زائفة ولا مجال لترويج الزيف والاوهام فوضع القطاع بائس ومتعب وذليل يتسول فيه زملاء لنا قوت يومهم بعدما ركنوا رغما عنهم لبطالة قهرية فلا الرئاسة انصتت لمطالبنا ولا الحكومة ولا مجلس الشعب ، وعليه فنحن مدعوون للنجاة بانفسنا ولن يكون لنا ذلك ما لم نتحد وما لم نوحد كلمة الحق بيننا واعلائها في شكل خطاب عالي النبرة نهز به اركان اللامبالاة…..
كلمة اخيرة اوجهها الى ذاك الصوت المخملي النشاز ، المتموقع بيننا باسم المسرح ..لهذا الكائن اقول… بان وضعك المترف لا يشبه وضعنا المتعب ، لذلك ..رجاء ..ابتعد قليلا واصمت…ولا تزايد علينا فلا ناقة لك ولا جمل ولا بعير لك عندنا..