بقلم – مريم بن حسين
في تدوينة نشرتها مساء أمس على صفحتها الرسمية فايسوك كتبت الإعلامية المتألقة و الفنانة مريم بن حسين مقالا تحليليا و نقديا للوضع الإجتماعي و الإقتصادي عشر سنوات بعد حصول ما يسمى باثورة. بالإضافة إلى المحتوى تميز المقال بكتابته باللغة التونسية الارجة.
و في ما يلي المقال كاملا:
“عادة أحب الكتابة باللغة العربية ..لأنني أحبها .. وأتقنها ولأني أحب الحروف المنمقة وكل كلمة فيها لديها رمزية..
عندما يأتي أي مصدر للإلهام أكتب..وذلك منذ نعومة أضافري حتى أن كل من كان يقرأ لي كان يعتقد أنني سأصبح كاتبة…
لم أصبح كاتبة ربما لأن مصادر آلهامي كانت مفتقرة لما يجب أن يحفزني 😉…
عموما موضوع اليوم لا يمكنني أن أكتب فيه بلغة عربية أو لغة خشبية لذلك سأكتب بالدارجة…فقط … ويجعلنيش..
الحقيقة منذ البارحة وأنا أريد أن أكتب ولم أجمع الأفكار . لأن كل شىء مشتت..إنما لازلت أستغرب ممن يحتفلون بما أسموه ثورة وهم لا يستحون…
14 جانفي 2011 تاريخ مفصلي في جزء كبير من الخراب التي تعيشه تونس بعد عشر سنوات ..منذ ذلك اليوم
عشر سنوات من تكاثر المرتزقة والشعبويين والفاسدين والجهلة والأغبياء والمتطرفين …
عشر سنوات والبلاد في حالة إفلاس وآنهيار وبؤس..
بلاد تعبات بسماسرة الأحزاب وسماسرة الحقوق وسماسرة الكذب والبهتان..
بلاد تعبات بالخونة والجبناء وجماعة المصالح( اللي مازالوا يحكيوا على ثورة وهوما يعرفوا حق المعرفة اللي هي آنقلاب ألبسوه جبة الديمقراطية الكاذبة ..وهم يحبوا يقنعوا رواحهم بيه ) …
عشر سنوات من رضوخ الدولة بكامل هيبتها لشروط المتمردين والمرتزقة..
عشر سنوات ونحن نستمع فيهم لمبيضي الإرهاب والمال الفاسد بشعبوية عقيمة ومقيتة…
خلال العشر سنوات خسائر آعتصامات..وقطع الإنتاج تجاوزت مليارات الدنانير..
شركات عالمية قفلت وخرجت من تونس إلى وجهات أخرى …
عشر سنوات البركة تنحات علينا… ناس ماتت في الروقارة وفي الواد وفي البراكاجات وفي الهم والغم …وفي وفي .
والكورونا كي جاتنا كان موش الشقيقة الجزائر بش تقسم معانا اللقاح ..الله أعلم أش بش يصير فينا … ( ما عنا والي يا ريدي …ما عنا والي حتى اللي كانت تغني فيها ماتت يرحمها .. )
مع هذا الكل وأكثر مازال شكون يحتفل بما مازالوا يسميوه ثورة…!!!
يا اللي تحتفلوا تحتفلوا بشنوة؟؟؟ بربي ولتوه ما نعرفوش شكون قتل شكري بلعيد والبراهمي وبقية الشهداء؟
شكون حط الألغام في الجبال؟
نحتفلوا بشنوه ؟ ونحنا ما نعرفوش حقيقة خروج زين العابدين بن علي من قصر قرطاج مع 5 متاع العشية.. ؟ وشكون قالوا آمشي في الوقت هذاكة واشنوة قالولوا بالضبط ..
نحتفلوا بشنوة والفانة مسكرة ؟؟
والفسفاط واقف..!!!
نحتفلوا بشنوة والتونسي مفلس وما عاتش قادر على متطلبات الحياة..
نحتفلوا بشنوة ! واللي كان عمروا 15 اليوم عمروا 25 واللي كان عمروا 10 اليوم عمروا 20 : زوز أجيال مشاو في الساقين لا عندهم فكرة واضحة على تاريخ الدولة الوطنية ولا على زعمائها ولا على الحاجات الباهية اللي تعملت فيها ..
زوز أجيال أغلب من فيهم متشبعين فقط بالقيم الشعبوية واللي يسمعوه يعاودوه من غير لا معرفة ولا دراية…
بش شنوة نحتفلوا والزبل والوسخ والعفن في كل تركينة وفي كل شارع وفي كل بلاصة..الواحد يحشم كان يجينا براني……والحالة مزرية ..
تحتفلوا بشنوه؟
بعدم الإنضباط مثلا؟؟ ولى ب 0 إستثمار..ولا بالتعاسة والذل اللي يسكسف..
ثورة ماذا أيه الأبله؟
م.ب.ح”