أونيفار نيوز ثقافة يفتتح مساء اليوم المخرج الشاب عبدالحميد بوشناق مهرجان قرطاج الدولي بعرض أستعراضي فرجوي يحمل أسم عشاق الدنيا وهو عنوان أغنية جينيرك مسلسه نوبة الذي بث في جزئين سنتي 2019 و 2020 وحقق نجاحا جماهيريا لافتا كما أثار جدلا حول العودة على عرض النوبة الشهير في صائفة 1991.
هذا العرض الذي يجمع نجوم مسلسل نوبة مع نجوم الفن الشعبي وخاصة المزود هو قراءة أخرى في عرض النوبة أو محاكاة له وقد يحقق هذا العرض نجاحا خاصة أن مسلسل نوبة كما اعمال بوشناق الأبن الأخرى كانت ناجحة الحقيقة كما سيكون حضور لطفي بوشناق في هذا العرض بأغنيتين جديدتين دعما لعبدالحميد بوشناق وهو فنان واعد و حالم وصاحب مشروع ورؤية وهو ما يفتقده عدد كبير من الفنانين الشباب.
لكن السؤال ليس هنا فهل أنعدم الخيال لتبقى الثقافة التونسية طيلة ثلاثين عاما أسيرة عرض النوبة لفاضل الجزيري وسمير العقربي وأسيرة الفن الشعبي خاصة في صيغته الفولكلورية؟ هل توقف خيال عبدالحميد بوشناق ليعود بنا إلى عرض مضت عليه ثلاثون عاما بل أكثر ؟ هل هو الحنين إلى طفولته؟ وفي الحقيقة هذه الظاهرة السلبية لا تتوقف عند عبدالحميد بوشناق وربما نجد لها مبرر طالما أنه مازال شباب بصدد بناء تجربة سينمائية وتلفزيونية جادة وطموحة فالفنان الكبير فاضل الجزيري الذي لا أحد يشك لا في ثقافته العالية ولا في إيمانه بالثقافة والفنون مازال منذ ثلاثين عاما أسير عرض النوبة الذي سيقدمه مجددا في مهرجان قرطاج وهي المرة الثالثة اعتقد التي يقدم فيها عرض الحضرة في قرطاج طيلة ثلاثين عاما!
وفي الحقيقة هذه الأعادات بل أجترار الاعمال القديمة مرة بأسم التكريم ومرة بأسم الحنين هي ظاهرة سلبية تعاني منها الثقافة التونسية منذ ثلاثين عاما على الاقل سواء في مهرجانات رمضان أو في مهرجانات صيف وحان الوقت للقطع مع هذه الثقافة وهي ثقافة أقرب إلى العربون منها إلى الخلق والأبداع في الوقت الذي يوجد فيه عديد المبدعين المجددين الذين ينتظرون الدعم والمساندة عوضا عن دعم عروض قديمة ومكررة وهي في الحقيقة ظاهرة لا تقتصر على بوشناق ولا الجزيري بل نجد أحيانا فنانين “نجوم” مثل صابر الرباعي وغيره من “الكبار” فيكفينا من مرض الحنين و”التكريمات” التي بلا معنى!
قيس بن سليمان