اونيفار نيوز – القسم السياسي
لم تعرف تونس ضبابية في بَوْصَلَتها السياسية كما تعرفها منذ أيام فحتى في 2011 وبعد سقوط النظام كان المسار واضحا أما اليوم فلا شيئ واضح رغم تطمينات الرئيس قيس سعيد.
ففي الداخل وصلت الحرائق إلى واحة الحامة من ولاية قابس بعد حريق جارة وحرق مطعم شاطئي في الحمامات وحرق مستودع شركة نقل بنزرت ومعمل ملابس مستعملة في بن عروس ويتوقع أن تطال الحرائق المفتعلة صابة الحبوب التي تُعَوِّل عليها تونس لتسديد جزء من حاجياتها من مادة الحبوب.
في هذا المناخ من الجريمة المنطمة التي يمكن وصفها بجرائم ارهابية تعيش البلاد عُزْلَة دولية فلا زيارات لشخصيات مهمة من شركائنا ولا دعوات للرئيس ولا لرئيسة الحكومة التي صَمَتَت حتى عن معايدة التونسيين وهو أجراء بروتوكولي تجاهلته رئيسة الحكومة أما الرئيس فإن كلمته في العيد كانت مليئة بكم من ألفاظ الوعيد والتهديد لا تتماشى طبيعة المناسبة الدينية.
كما زادت التسريبات المنسوبة لرئيسة ديوان الرئيس السابقة نادية عكاشة الوضع السياسي تعكرا وهي تسريبات ليست بريئة تهدف أساسا إلى أضعاف الرئيس والمس من شعبيته في الشارع التونسي و”ترذيله”.
من جهة أخرى لا توجد قوة سياسية جامعة يمكن أن تضمن الاستقرار فالمشهد السياسي مُتَشَظِّي فالأحزاب في حالة سبات طويل أما أنصار قيس سعيد فحضورهم الوحيد على الفايس بوك لشتم كل من يشكك في نجاعة مسار 25 جويلية او في الدستور الجديد أو الاستشارة أو هيئة الانتخابات الجديدة ولا سلاح لهم إلا الشتم وعموما هم من بقايا أنصار منصف المرزوقي وحركة النهضة لأنهم يروجون نفس الخطاب الذي الفناه من 2011 إلى 2014 خطاب يرذّل كل ما سبق 25 جويلية وليس 2011 فقط وهو خطاب معادي للدولة ولمؤسساتها ويشرّع للحرب الأهلية الافتراضية.
تونس فعلا في منزلق خطير ولا أحد يستطيع أن يحدد أتجاه البوصلة خاصة مع أزمة أقتصادية خانقة وخطيرة.