تونس – “الوسط نيوز” – القسم السياسي
انتظرت حركة النهضة أكثر من 48 ساعة بعد خطاب الرئيس قيس سعيد لتصدر بيانا بامضاء زعيمها راشد الغنوشي توجه فيه تهمة الانقلاب لقيس سعيد و”التسلط” وتدعو فيه القوى السياسية إلى مواجهة سعيد وهو ما يمكن أعتباره اعلان حرب وبداية معركة كسر العظام بينها وبين الرئيس قيس سعيد الذي توعد الحركة ضمنيا في خطابه يوم الأحد بقوله “اليوم صبر وغدا أمر”.
وصول العلاقة بين النهضة من جهة وحليفها هشام المشيشي وائتلاف الكرامة وحزب قلب تونس ومن جهة أخرى الرئيس قيس سعيد إلى هذه النقطة لم يكن صدفة بل بالتدرج فمن البداية كانت هناك معركة صلاحيات بين الرئيس والغنوشي فيما يتعلق بالعلاقات الخارجية وقد نبه قيس سعيد منذ بداية دخوله قصر قرطاج أنه لا يوجد إلا رئيس واحد ثم كانت أزمة التحوير الوزاري المعلق إلى اليوم منذ ثلاثة أشهر تقريبا ثم أزمة المحكمة الدستورية وكان رد فعل النهضة في البداية عن طريق حلفائها بنشر مجموعة من التسريبات أختتمها مساء راشد الخياري باتهام الرئيس بتلقي أموال من الإدارة الأمريكية التي ساعدته في الوصول إلى قرطاج حسب ما أورده الخياري فما قاله الخياري في الحقيقة هو حلقة من حلقات ردود النهضة على سعيد التي كان ختامها بيان اليوم.
الواضح الآن أن البلاد تعيش في مهب الصراع الداخلي والدولي والاقليمي ولا أحد يمكنه أن يتنبأ بمآل هذه المعركة التي قد تعصف بالبلاد وتقوده إلى الفوضى وتنازع الصلاحيات الدستورية بسبب أحسن دستور في العالم.