-
هل تجري رياح التغيرات الجيوستراتيجية… بما لا تشتهي سفن أمريكا… و أوروبا…!!؟؟
-
الإخوان… وبدعة التنسيقيات وجهان لنهاية واحدة…!!!
تونس – الوسط نيوز / كتب : مصطفى المشاط
تحولت تونس في الأسابيع الأخيرة إلى موضع إهتمام رئيسي خاصة من الولايات المتحدة الأمريكية و دول الاتحاد الأوروبي. وتعددت الزيارات مباشرة بعد اجراءات 25 جويلية في فترة زمنية وجيزة. لم يشهد التحرك الديبلوماسي في تونس… و المنطقة مثيلا له.
وقد توجت هذه التحركات بإعلان البيت الأبيض أمس عن تعيين دونالد بلوم سفيرا لأمريكا في باكستان دون الإعلان عن اسم معوضه في تونس. وهي سابقة تحصل لأول مرة في تاريخ العلاقات التونسية الأمريكية . و نفس الشيء بالنسبة للاتحاد الاوروبي الذي صادق اليوم بالذات على لائحة خطيرة تضمنت العديد من النقاط التي لا تمت للواقع التونسي بصلة. و لم تأخذ بعين الاعتبار ما دمرته النهضة و ما بلغته البلاد من مآسي…!!؟؟
وربما تذكرنا هذه الحركية الديبلوماسية المكثفة ما عاشته تونس قبل تغيير 7 نوفمبر… ثم في مرحلة ثانية… قبل ثم مباشرة بعد 14 جانفي.
إلى جانب تلك الجلسة الإستثنائية للكنغرس الأمريكي الذي صفق ل”الربيع العربي”…!!! وأعطى للبوعزيزي بُعْدا… افتضح فيما بعد…!!!
و اذا ما يدعي ” الأصدقاء ” ان ” الخروج ” عن “المسار السياسي” المعتمد منذ جانفي 2011 يمثل ضربا لمصالح الشعب التونسي و لأول “تجربة ديمقراطية” حقيقية يعيشها مجتمع عربي. فإن كل هذا “الحرص” يخفي أمرا أكثر أهمية و خطورة و هو ان واشنطن و بروكسل تدافعان في حقيقة الأمر عن مصالحهما الاستراتيجية في المنطقة عبر تونس و هي مصالح كبيرة و معقدة تغطي عدة مجالات ترتبط بموقع تونس و صراعات النفوذ خاصة مع روسيا و الصين وهو صراع ما انفك يحتد.
اذ تكفي مجرد الإشارة السريعة هنا إلى حاجة أوروبا للغاز الطبيعي من الجزائر و ليبيا أين يُوجد أضخم مخزون غازي لا بد أن يمر عبر تونس…!!!
كما أن موقع تونس الاستراتيجي في البحر المتوسط مهم جدا من الناحية العسكرية و هو ما يفسر الاهتمام الأمريكي التاريخي بتونس. وبالتالي فإن “التخوف” الأمريكي و الأوروبي ليس على الشعب التونسي و ” تجربته” الفريدة لأنه لو كان الأمر كذلك لما تركوا تونس تغرق في الفساد و الإرهاب و تبييض الاغتيال السياسي. بل هو “تخوف” على مصالح أمريكية و أوروبية و على “منظومة” أنفقوا عليها الكثير لأنها ” واجهة ” مشروع استثماري جديد و لأن ” الإسلام السياسي” يظل أداة يوظفها الآخرون لخدمة أهداف لا علاقة لها بالمصلحة الحقيقية للشعوب العربية.
إن مستقبل تونس يُحدد اليوم… وهو مرتبط بقدرة حكامها على التفاوض و توظيف موقعها الاستراتيجي و نقاط قوتها في اللعبة الدولية و مستقبل المنطقة الذي هو بصدد التشكل من جديد… هنا بالذات بعيدا كل البعد عن الشعارات الطوباوية ومنطق “التنسيقيات”… و”البناء القاعدي”!!!
إن بدعة التنسيقيات…والاخوان وجهان لنهاية واحدة مطابقة لما الت إليه الأوضاع بعد “عشرية” 14 جانفي…!!!
….فهل تجري رياح التغيرات الجيوستراتيجية في المنطقة بما لا تشتهي سفن مقاول الربيع العربي ( أمريكا / الاتحاد الاروبي ) …. و ينقلب السحر… على الساحر… ام يحافظ حلفاء تونس التقليديين على مصالحهم…!!؟؟