تتداخل في اللحظة الحالية كل مكونات أزمة سياسية و اقتصادية و مجتمعية غير مسبوقة في تاريخ تونس الحديث.
رئيس دولة يعيش في عُزلة متزايدة عن المشهد السياسي و عن العالم الخارجي لا يمكن تجاهلها… أو مجرد التخفيف من خطورتها.
حكومة تراوح مكانها و تعجز عن تحقيق اي إنجاز ممكن .
معارضة فقدت أغلب مكوناتها المصداقية و القدرة على التأثير في الرأي العام و لاَ مِنْ مُؤَثِّر في الشارع التونسي.
تدخل خارجي يزداد وضوحا يوما بعد يوم .اقتصاديا ترزح تونس تحت مديونية غير مسبوقة هي حصيلة سياسات حركة النهضة التي أرادت إغراق البلاد في متاهة المديونية و يعاني المواطنون من تضخم متصاعد و تردي الخدمات و انسداد الأفق و افلاس داهم.
باختصار تتوفر اليوم كل عوامل الانزلاق نحو أوضاع مخيفة مفتوحة على جميع الإحتمالات الخطيرة خاصة في ظل التأكد من صعوبة اطلاق حوار وطني حقيقي و جدي.
و لا شك أن تزايد منسوب العنف في المجتمع و ما يرتبط به من شعور بعدم الاطمئنان و ضعف الثقة في القانون و أجهزته و آلياته يفتح الباب امام امكانية الانزلاق نحو انفجار قد يدفع إليه البعض بحثا عن نتائج سياسية آنية و لكن عواقبه وخيمة على الجميع.ملامح الانزلاق تزداد وضوحا يوما بعد يوم و تنذر بالاسوء…!!
مصطفى المشاط