-
من يقف وراء احتجاجات الحدود التونسية الجزائرية…!!؟
-
أنبوب الغاز خط أحمر… و مسألة أمن قومي إيطالي…!!!
هناك مقاربة سطحية للعلاقات الخارجية لتونس تتناسى غالبا أهمية الدور الذي تلعبه إيطاليا في تونس. لن نعود إلى صراع الزعامة و النفوذ بين روما و قرطاج و الذي ترك أثرا لم يقع تخطيه إلا في ظل الرئيس الأسبق الحبيب بورقيبة بل عن الدور الإيطالي في تونس في العصر الحديث.
لا تتدخل إيطاليا بشكل مباشر في تونس و لكنها تلعب دورا متقدما في أهم التحولات التي عاشتها تونس. فقد استعانت فرنسا عند استعمار تونس بالجالية الإيطالية لبسط نفوذها و منحت الجنسية الفرنسية لعدد كبير منهم لأنهم كانوا أقرب لفهم التونسيين و التعامل معهم و تغاضت إيطاليا عن التحركات التي سبقت الإطاحة بالحبيب بورقيبة و تفطنت إلى ما غاب عن فرنسا و هو ما دعم بعد 7 نوفمبر 1987 موقع و دور إيطاليا في تونس.
و هذه الخلفية من شأنها أن تجعلنا ندرك أنه لا يمكن بأي حال من الأحوال الاستهانة بالموقف الإيطالي من الأوضاع في تونس و مما تشهده العلاقات الثنائية من توتر منذ سنوات على خلفية الهجرة السرية التي تعتبر السلطات الإيطالية أن تونس تتهاون في القيام بما يجب للتصدي لها و خاصة على خلفية ما طال مؤخرا أنبوب الغاز الطبيعي الذي يمر عبر تونس في اتجاه إيطاليا انطلاقا من الجزائر من تهديد على يد أفراد لم يتضح بعد من يحركهم….!!!
هذه الوضعية دفعت رئيس الحكومة الإيطالية للاتصال برئيس الحكومة محذرا من أي مساس بتدفق الغاز إلى إيطاليا .
و التخوف الإيطالي استراتيجي و يهم أيضا الأمن الوطني التونسي لأن استهداف الفسفاط و النفط والغاز بشكل منهجي منذ 2011 لا يمكن عزله عن أمرين مترابطين و هما الصراعات الدولية على الغاز و النفط و الثروات الطبيعية من ناحية و إعادة رسم حدود عدد من الدول….
الرسالة الإيطالية يجب أن تقرأ على أكثر من مستوى…!!!