
تونس – اونيفار نيوز لا نضيف جديدا حين نؤكد أن العلاقات بين تونس و المغرب ليست في أفضل حالاتھا منذ 2023 و تحديدا منذ مشاركة وفد رفيع المستوى من ” الجمھورية الصحراوية ” في فعاليات قمة ” اليابان- افريقيا ” التي احتضنتھا تونس في صائفة ذلك العام .
أصبحت الأزمة منذ ذلك التاريخ معلومة و حرص الجانب المغربي على إبراز ذلك مؤخرا من خلال ” ترقية ” سفيرھ المعتمد في تونس إلى ” مبعوث للمھام الخاصة ” و ھو ما يعني التحاقھ بالرباط دون تعويضھ أو قطع شعرة معاوية بين بلدين لا تخلو العلاقات بينھما منذ عقود من ” توتر مزمن ” حتى و إن ظل مكتوما في أغلب الأحيان رغم انھما يصنفان في محور ” الاعتدال العربي ” و محسوبان على المحور الأطلسي.
لا شك ان دعوة ” الجمھورية الصحراوية ” لزيارة تونس كان القطرة التي أفاضت الكأس المغربية خاصة و أن الرباط لا تنظر بعين الرضى لما تعتبرھ ” تطابقا مبالغا فيھ ” لسياسات قيس سعيد الخارجية مع سياسات الجار اللدود في الجزائر و أيضا لمواقفھ من القضية الفلسطينية خاصة بعد أن التحقت الرباط بقطار التطبيع المعلن و الكامل مع الكيان الصهيوني.
و لكن حالة الأزمة الحالية في العلاقات بين تونس و المغرب ليست أمرا مستجدا في العلاقة بين البلدين و لا يمكن ” تحميل تونس ” لوحدھا مسؤولية ھذھ الأزمة.
ذلك أن التقارب في المواقف السياسية خاصة خلال فترة حكم الرئيس الحبيب بورقيبة و الملك محمد الخامس ثم وريثھ الحسن الثاني لا يمكن أن تخفي الأزمة الحادة التي شھدتھا العلاقات سنة 1960 لما اعترف الحبيب بورقيبة باستقلال موريتانيا التي كانت المغرب تعتبرھا جزءا من التراب المغربي.
العلاقات بين تونس و المغرب زمن الرئيس زين العابدين بن علي كانت في ” المنطقة الرمادية ” في ظل حساسيات شخصية بين بن علي و الحسن الثاني و خاصة بداية السباق بين تونس و المغرب لكسب ود ” الشريك الأوروبي ” الذي لوح للجميع بجزرة ” الشراكة المتميزة مع الإتحاد الأوروبي ” .
تنافس يجد تفسيرھ في اعتماد كل من الاقتصاد التونسي و نظيرھ المغربي على نفس ” الأوراق الرابحة ” و ھي السياحة و الفسفاط و القوارص و منتوجات الصيد البحري.
أضيفت إلى ذلك مع تولي محمد السادس الحكم اعتبارات سياسية و إلى حد ما أمنية بعد أن اصبح الرئيس زين العابدين بن علي ” متوجسا ” من التسھيلات و الترحاب الذي يجدھ معارضوھ في الرباط . قد يكون من المھم إلقاء الضوء على مدى مطابقة ھذھ ” التوجسات ” للوقائع خاصة في ظل الغموض الذي يتواصل إلى حد الآن حول الجھات التي ساھمت في تأجيج الوضع في الحوض المنجمي سنة 2008. ھذا التاريخ يحيلنا إلى ” زلزال جانفي 2011″ و ارتداداتھ و الذي استفادت منھ المملكة المغربية سياسيا و اقتصاديا . سياسيا من خلال صعود أحد المحسوبين عليھا و ھو منصف المرزوقي إلى سدة الرئاسة و تكفي الإشارة ھنا إلى الزيارة التي اداھا الملك محمد السادس إلى تونس سنة 2013 و ما تمتع بھ من أريحية لافتة في التجوال سواء في أروقة القصر الرئاسي أو في شوارع العاصمة أو اقتصاديا إذ ” افتكت ” الرباط أسواقا كانت لتونس في السياحة و الفسفاط او المنتجات الفلاحية . تجاوزت الرباط ذلك إلى تحويل وجھة مشاريع من تونس إلى المغرب .
المؤكد ان السياسات و التحالفات زادت العلاقات الثنائية تعقيدا و توترا خاصة و قد تزامنت مع تكثف الرهانات الاستراتيجية و الاقليمية في شمال افريقيا….؟؟!!!