اونيفار نيوز ثقافة كتب نور الدين بالطيب : أكثر من مائة مسرحية تنتج كل عام في تونس بين القطاع العام والشركات الخاصة ومسرح الهواة والمسرح الجامعي وتخصص وزارة الثقافة كل عام حوالي مليارين لدعم المسرح التونسي الذي لا نكاد نجده في المهرجانات الصيفية حتى التي أرتبط أسمها بالمسرح ! فمنذ التسعينات تغير جمهور المهرجانات في أطار سياسة ثقافية ركزت على ثقافة الربوخ والحضرة وما سمي بالمنوعات الكوميدية حتى أصبح المسرح التي أسست المهرجانات من أجله غريبا وغير مرغوب فيه .
ففي الستينات والسبعينات كان المسرح هو أساس المهرجانات التي كانت تفتتح وتختتم بالمسرح من قرطاج إلى الحمامات الى قابس والمهدية ومدنبن وبنزرت وكانت الفرق الجهوية تتنافس على أفتتاح المهرجانات بل يكاد يكون أفتتاح المهرجان بأعمال جديدة للفرق الجهوية هو القاعدة كما تم تخصيص مهرجانات للمسرح فقط مثل مهرجان المغرب العربي في المنستير ومهرجان البحر الأبيض المتوسط بحلق الوادي ومهرجان دقة ومهرجان قربة لمسرح الهواة الذي فقد أشعاعه بعد تخلي الوزارة عنه .
إن المطلوب اليوم وبشكل عاجل أعادة النظر في سياسة المهرجانات فلا يمكن ان تتحول كل المهرجانات إلى فضاءات للعروض التجارية ولنجوم الأغنية في الوقت الذي لا يجد المسرحيون اي فرصة لتقديم عروضهم عدا بعض الأعمال المحسوبة على المسرح وهي أعمال لا ترقى إلى الحد الأدنى من شروط العمل المسرحي .
صحيح ان معظم جمهور المهرجانات يبحث عن الترفيه لكن لابد من فرض حضور المسرح خاصة في بعض المهرجانات وهنا لابد من التذكير بتجربة لسعد بن عبدالله عندما أدار مهرجانات الحمامات الدولية وكان يقدم عشرة عروض مسرحية جديدة وكذلك عندما عمل مستشارا فنيا لمهرجان قرطاج وفرض عشرة عروض مسرحية أحتضنها فضاء مدار وكذلك رؤوف بن عمر عندما أدار مهرجان قرطاج الدولي .