تساؤلات عديدة حول مردود رئيس مؤسسة التلفزة بعد 10 أشهر من تعيينه…؟؟
هل يتم إعادة الإعتبار إلى فارس لزهر؟
يترقّب الجميع الإعلان عن نتائح التحقيق الإداري الذي قامت به مؤسسة التلفزة التونسية لتحديد المسؤوليات بعد حادثة بث البرنامج الديني الذي مدح بن علي وحرمه ليلى في أول أيام شهر رمضان المبارك.
و علمنا أن التحقيق يسير حول اعتبار ما حصل هفوة غير مقصودة ارتكبها الموظف المكلف بتنسيق البث النهائي في القناة الثانية و قد يكون ذلك بسبب إرهاق الصيام . بثه خطآ “نفحات رمضانية” و يعود تاريخه إلى سنة 2004 و قد تضمن مدح الرئيس السابق و حرمه.
و يلقي كثيرون باللائمة على رئيس مؤسسة التلفزة التونسية الذي يتحمل المسؤولية الكبرى باعتبار انه لم يمّكن مديرة القناة الثانية منية ذويب من فرص إدارة القناة بعد تعيينها رسميا في 11 أفريل الماضي أي أربعة و عشرين يوما قبل بث البرنامج الذي مدح بن علي و استمرّ في تكليف مدير القناة الأولى بتسير الثانية لسبب غير مقنع في رأي الأغلبية.
و يرى المتابعون للتلفزة التونسية أن رئيس المؤسسة لم يقدر بعد 10 أشهر من تعيينه على تحسين منظومة التسيير في المؤسسة و تميز أداؤه بالتذبذب حيث كان يخشى إجراء تعيينات رسمية و فعلية في أبرز الإدارات و المصالح.
فمدير القناة الوطنية الأولى المقال مثلا كان يشتغل بالنيابة و ليست له تسمية رسمية وهو ما جعله و أمثاله يشتغلون في ظروف غير مريحة.
و يتساءل كثيرون عن السبب الذي يجعل رئيس مؤسسة التلفزة التونسية يتفادى تعيين مدير الوطنية الاولى منذ أن تولى مهامه في اوت 2018. فمنذ تنصيبه على رأس التلفزة كلف موظفا بالإشراف الوقتي على تلك القناة الى جانب مهام اخرى يقوم بها و بعد أشهر قليلة ازاحه من مكانه و كلف فارس لزهر بالاشراف الوقتي على الوطنية الاولى إضافة إلى الوطنية الثانية.
و يرى عدد من المتابعين للشأن التلفزي و الإعلامي في تونس أن رئيس مؤسسة التلفزة التونسية يريد أن يرضي الأطراف التي ساعدته في الوصول الى المنصب و لذلك لم يقم بتعيين مدير فعلي على القناة الأولى و لم يقم بأي تحويرات تذكر سوى تعيين مدير تقني مجبرا على ذلك بعد تقاعد المدير السابق.
و انجر عن ذلك اضطراب في عملية التسيير أدّى إلى العديد من الأخطاء .
و يذهب البعض إلى القول إن رئيس مؤسسة التلفزة التونسية يتفادى التعيينات في المناصب الحساسة بالمؤسسة لأنه يريد التسيير الفردي محاطا بصفة خاصة ببعض المقربين من التجمعيين السابقين حتى يحقق حلمه بإدماج مؤسستي التلفزة و الإذاعة وتعود الأوضاع الى ما كانت عليه سابقا تحت سيطرة واحدة.
و ينتظر أن ترفع التلفزة تقريرها الى رئاسة الحكومة .ويطالب عدد من المتابعين للشان الاعلامي التونسي انه من واجب التلفزة تقديم التقرير الى العموم حتى يتبين الجميع حقيقة ما حصل من ناحية، و حتى لا يظلم أشخاص بعينهم و يذهبون كبش فداء من ناحية أخرى.
و يعتبر كثيرون ان قرار رئيس مؤسسة التلفزة باعفاء مدير القناة الوطنية الأولى من مهامه كان قرارا متسرعا و يتطلب مراجعته بعد مسار التحقيق حتى يعود للمدير المقال اعتباره خصوصا و هو من أصحاب الخبرة في العمل التلفزي و خاصة ما يتعلق منه بالتسيير الاداري و تصور البرامج و يحظى بتقدير زملاءه الذين ساندوه بقوة بعد المظلمة التي تعرض لها.
و يذكر أن رئاسة الحكومة قررت سابقا اقالت رؤساء مديرين عامين للتلفزة التونسية بسبب هفوات فادحة و خصوصا بعد بث لقطة رأس الشهيد الراعي مبروك السلطاني مقطوعة في ثلاجة و عدم بث نشرة الأخبار في رمضان 2017.