اثار اليوم موضوع الطائرة الحربية المدججة بالصواريخ و التي حطت بمدنين معضلة التسليح السري للمليشيات الليبية و ذلك رغم محاولات التبرئ من قبل حكومة الوفاق الداعمة لها قلبا و قالبا و المؤيدة خارجيا من تركيا و قطر طبقا لما ورد على لسان الناطق الرسمي باسم الجيش الليبي”أحمد المسماري”.
ما هو ثابت ان هناك تقارير نشرتها العديد من الصحف في مطلع شهر جويليةكشفت عن رصد مسار عددٍ من الطائرات التابعة لشركة أوكرانية و هي مُحمّلة بأسلحة و متطرفين قادمين من سوريا مُتجهة إلى مدينتي طرابلس ومصراتة في ليبيا تمر في سرية كبيرة في خرق فادح للتراتيب المعمول بها عالميا.
الأكيد كذلك طبقا لنفس التقارير ان هذه الممارسات المتعلقة بتهريب الأسلحة ليست بالجديدة على تركيا حيث تمَّ ضبط حمولة تركية بها حوالي 32 مليون طلقة ذخيرة للبنادق الهجومية و الرشاشات كانت في طريقها إلى الميليشيات المُسلَّحة في طرابلس في نوفمبر 2014 و كذلك في ديسمبر 2014 تمَّ اعتراض أربع حاويات من الأسلحة قادمة من تركيا من قبل القوات المصرية لكن مع دخول 2019 شهدت عمليات تهريب الأسلحة نقلة نوعية بغرض تسليح المليشيات بمضادات الطائرات و حاملات الصواريخ و هو ما يبرر النجاح الجزئي للقواعد الإرهابية التي تمكنت من استرجاع قاعدة غريان الاستراتيجية من قبضة الجيش الوطني الليبي في أواخر جوان 2019.
و في هذا الإطار، صرح اللواء “أحمد المسماري” -المتحدث باسم الجيش الليبي- عن مشاركة أكثر من 8 طائرات تركية بدون طيار في الهجوم على قوات الجيش في تلك المعركة رغم الحظر الدولي على توريد الأسلحة الى ليبيا.
الأكيد ان الرغبة التركية في تصاعد تهريب الأسلحة و المقاتلين هو مواصلة استثمار التدهور في الوضع الليبي من أجل انتشالها من أزمتها الاقتصادية المتفاقمة عبر تعزيز العوائد المالية لتدفُّق الأسلحة المُهرّبة إلى ليبيا، حيث إن الحكومة التركية تسعى إلى زيادة صادراتها من الصناعات الدفاعية خلال عام 2019 إلى نحو 3 مليارات دولار، بعد أن بلغت في عام 2018 حوالي 2.2 مليار دولار فقط. وفي هذا الإطار، فإن ليبيا الغنية بالموارد الطبيعية، تعتبر فرصة سانحة من أجل زيادة مبيعات الأسلحة جنبًا إلى جنب مع وجود مخططات تركية من أجل الاستفادة من اكتشافات الطاقة في البحر الأبيض المتوسط، خاصةً في ظل الإخفاقات الكبيرة للاقتصاد التركي الذي حقَّق معدل نمو منخفض للغاية خلال عام 2018 بلغ 2.6% فقط وفق بيانات معهد الإحصاء التركي في مقابل 7.4% في عام 2017.
اكثر من ذلك و تأييدا لما سبق فان تقريرا صادرا عن وكالة “بلومبرج” في 8 جويلية اكد أن تركيا تستهدف من دعمها حكومة “السراج” استئناف مشاريع البناء التي تبلغ قيمتها حوالي 18 مليار دولار و التغطية على هزائم نظام اردوغان في الداخل و الخارج.
و في سياق متصل يشير نفس المصدر ان تكثيف عمليات التسليح نحو ليبيا هو اعتراف من تركيا بنجاحات حفتر و انها اليوم تخوض حرب وجود في ليبيا و هي تعلم جيدا ان نجاح حفتر يعني إسقاط طرابلس يعني سقوط ورقة المساومة التركية في الملف الليبي.
يذكر و ان تهريب الإرهابي أبو بكر البغدادي بوساطة تركية هو بمثابة بعث الروح في تنظيم داعش الذي يبحث عن التمدد من جديد في ليبيا للسيطرة على حقول النفط في جنوب شرق ليبيا و تشتيت جهود الجيش بقيادة المشير حفتر من اجل مزيد تطويل الصراع الذي يكون فرصة ذهبية لتركيا لعقد صفحات التسليح المشبوهة رغم الضربات الموجعة سلاح الجو الليبي بتنفيذ ضربات جوية على مخازن للأسلحة و الذخائر في مدينة غريان غرب البلاد.
أسماء و هاجر